رياضة
فوز ثالث في أسبوعين وترتيب "الفيفا" للمحاربين سيتحسن

“الخضر”.. عودة الروح

نبيل. ب / ح. سمير / دريس. س / توفيق. ع
  • 7161
  • 1

أجمع كل لاعبي المنتخب الوطني على أن الفوز المحقق أمام إيران، الأحد، بهدفين مقابل هدف في الودية التي جمعت المنتخبين في قطر، ستكون بادرة خير على المنتخب الوطني في المستقبل القريب، الذي أكد من خلال فوزه في الثلاث مباريات الأخيرة على أن النخبة الوطنية لم تتأثر كثيرا لخسارتها تأشيرة كأس العالم 2022 المقررة في قطر شهر نوفمبر المقبل، وعودتها إلى الواجهة في ظرف زمني قصير يعكس مدى القوة النفسية لأشبال بلماضي الذين أحسنوا تسيير الأزمة السابقة، ومن ثم الفوز على أوغندا في افتتاح تصفيات كأس إفريقيا 2023 بهدفين دون رد، ثم بنفس النتيجة على منتخب تانزانيا على ملعب الأخير في العاصمة “دار السلام”، لحساب الجولة الثانية من تصفيات “الكان”.

وبعث “نجم” المنتخب الأول يوسف بلايلي الأمل في نفوس كل الجزائريين عقب خيبة تضيع المونديال، وذلك عندما أكد، في تصريحاته الأخيرة، أن “الخضر” عادوا إلى سابق عهدهم عقب الانتصار على إيران، مؤكدا أن الفوز على منتخب مونديالي يعد أفضل مقياس على قوة المنتخب الوطني ويبشر بإمكانية بلوغ الأهداف الجديدة.

أما الوافد الجديد، مدافع نادي بوافيستا البرتغالي، يانيس حماش، فقد عبر عن سعادته بالمشاركة الأولى له مع التشكيلة الوطنية أمام إيران، حيث غرد اللاعب عبر حسابه على “تويتر”، عقب نهاية مواجهة إيران قائلا “أنا فخور حقا عقب ارتدائي قميص المنتخب الوطني لأول مرة”، قبل أن يضيف حماش قائلا: “شكرا لكل من ساندنا ومنحنا القوة للفوز بثلاث مباريات متتالية”.

ولم يختلف المهاجم رياض بن عياد عن سابقيه، عندما أكد أن الفوز على إيران في الودية التي جمعت المنتخبين تعد عاملا مهما لبناء منتخب شاب وجديد، معتبرا أن الفوز سيجعل الشعب الجزائري يحلم من جديد في مزيد من الانتصارات والتتويجات، حيث قال حماش في تصريحاته عقب نهاية اللقاء “الفوز سيجعل الشعب الجزائري سعيدا، خاصة بعد الفوز أمام أوغندا وتنزانيا”، قبل أن يضيف “سنواصل العمل لتحقيق مزيدا من الانتصارات مستقبلا، خاصة بعد الفوز على منتخب مونديالي”.

جدير بالذكر أن المنتخب الوطني سيكون على موعد قاري في تصفيات “كان” 2023 يومي 19 و27 سبتمبر المقبل أمام منتخب النيجر، لحساب الجولتين الثالثة والرابعة من المنافسة، ما يعني أن مدة ثلاثة أشهر ستكون كافية للمدرب جمال بلماضي من أجل التحضير للموعدين المقبلين رغم صعوبة الفترة القادمة في شهر سبتمبر التي سيكون فيها زملاء الحارس مبولحي ناقصي منافسة.

الجدد يقنعون وهؤلاء بحاجة إلى عمل كبير للبقاء مع “الخضر”

استغل مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي، فرصة خوض المواجهة الودية أمام المنتخب الإيراني، بالعاصمة القطرية الدوحة، من أجل منح فرصة اللعب لجميع اللاعبين واكتشاف مستوى الجدد، الذين أكد غالبيتهم على قدرتهم في المنافسة على مكانة أساسية في “الخضر”، خلال المواعيد القليلة القادمة.

ودخل بلماضي مواجهة إيران بتشكيلة مغايرة تماما لتلك التي خاضت مواجهتي أوغندا وتنزانيا ضمن الجولتين الأولى والثانية من تصفيات كأس إفريقيا 2023، ورغم غياب الانسجام بين اللاعبين، إلا أن أداء المنتخب بصفة عامة كان في المستوى المطلوب أمام منتخب “مونديالي”، وأكثر من ذلك تمكن من حسم النتيجة لصالحه بهدفين لهدف واحد.

وشهدت مواجهة إيران مشاركة 6 لاعبين جدد لأول مرة في التشكيلة الأساسية، ويتعلق الأمر بالحارس أنتوني ماندريا، والمدافعين حكيم زدادكة ومحمد أمين توغاي، ومتوسط الميدان عبد القهار قادري، بالإضافة إلى الثنائي الهجومي رياض بن عياد وبلال براهيمي، الذي اكتفى سابقا بالمشاركة لدقائق معدودة في اللقاءين السابقين، في وقت دخل كل من الظهير الأيسر يانيس حماش وبلال عمراني ومحمد الأمين عمورة كبدلاء.

لا خوف على مركز الحراسة بوجود ماندريا وزغبة

وأبلى حارس نادي أنجي الفرنسي، ماندريا، البلاء الحسن في أول ظهور له مع “الخضر”، حيث كان مقنعا على العموم، وتصدى لمحاولة خطيرة وجها لوجه، كما أنه لا يتحمل أي مسؤولية في هدف إيران الوحيد، ليوجه بذلك رسالة اطمئنان للناخب الوطني ومدرب الحراس عزيز بوراس، مفادها أنه “لا خوف على مركز الحراسة في المنتخب الوطني”.

وكان منصب حراسة المرمى يؤرق كثيرا المدرب بلماضي، في ظل تقدم الحارس رايس وهاب مبولوحي في السن، وتراجع مستوى ألكسندر أوكيدجة الذي بات احتياطيا مع فريقه ميتز الفرنسي.

وبالإضافة إلى ماندريا، فإن الحارس الآخر مصطفى زغبة الذي شارك في المواجهة الأولى أمام أوغندا خلال تربص شهر جوان الحالي، قدم مباراة ممتازة وأكد على جاهزيته للمشاركة في المواعيد القادمة كأساسي وخلافة مبولحي دون إشكال.

توبة أساسي دون منازع وزدادكة وحماش بحاجة إلى العمل

وعلى مستوى الدفاع، أكد لاعب فالفيك الهولدي أحمد توبة، على أنه يملك قدرات هائلة ترشحه ليكون أساسيا دون منازع، ومن غير المنطق التفريط في خدماته خلال المواعيد القادمة.

وأكد توبة مرة أخرى، بأنه لاعب أساسي دون نقاش مع “الخضر”، حيث قام بدوره على أكمل وجه سواء كظهير أيسر في الشوط الأول أو كلاعب محوري في الشوط الثاني.

أما بخصوص الوجه الجديد حكيم زدادكة، فقد أكد خلال مواجهة إيران على قوته من الناحية الدفاعية في الجهة اليمنى، بمقابل ذلك لم يقدم أشياء كثيرة على مستوى الهجوم، شأنه شأن لاعب بوافيشتا البرتغالي يانيس حماش الذي منح بلماضي نصف ساعة لعب خلال المرحلة الثانية من اللقاء، لذلك، فإن عمل كبير ينتظر هذا الثنائي من أجل كسب ود بلماضي في المواعيد القادم وخطف مكانة أساسية، في ظل المنافسة الشرسة مع اللاعبين الآخرين في صورة عطال وبن عيادة وحتى حلايمية بالنسبة لزداداكة، أما حماش فينافس في الجهة اليسرى كل من أحمد توبة ورامي بن سبعيني.

بالموازاة مع ذلك، لم يجد قلب دفاع الترجي التونسي محمد أمين توغاي، صعوبة في التأقلم مع “الخضر”، خاصة وانه لعب بجانب زميله في نفس الفريق عبد القار بدران، حيث قدم عرضا أكثر من جيد بالنسبة للاعب يشارك لأول مرة مع المنتخب الأول، وذكر الجميع ببداية الدولي السابق وخريج مدرسة نصر حسين داي رفيق حليش.

قادري منافس حقيقي لزروقي

أثبت خريج نادي بارادو عبد القهار قادري، على أنه منافس حقيقي لراميز زروقي، واستحق عن جدارة دعوة الناخب الوطني في تربص جوان، نظرا للعرض المحترم الذي قدمه في أول مشاركة له رفقة “الخضر”، أمام المنتخب الإيراني، حيث تحرك بشكل قوي، ليترك مكانه لزروقي، الذي عجز عن تقديم نفس النسق في مهمة استرجاع الكرات وبناء الهجمات.

تألق عمورة وعودة ديلور وبونجاح تهدد عمراني

ومقارنة بالخطوط الأخرى، اعتمد بلماضي على هجوم مغاير في مباراة ايران، التي كانت فرصة كبيرة لبن عياد لاعب وفاق سطيف، من توقيع أول هدف له مع المنتخب الوطني، في وقت أكد الجناح الطائر لفريق نيس الفرنسي بلال بلاهيمي، لثالث مرة على التوالي أنه مستقبل “الخضر” في مركزه، ما بين انطلاقاته السريعة ودوره الدفاعي.

كما تمكن محمد الأمين عمورة الذي دخل بديلا، من صناعة الفارق في فترة وجيزة، مثلما كان عليه الحال أمام تنزانيا، وزار الشباك لثاني مرة على التوالي، ليكسب نقاطا إضافية مقارنة بالوجه الجديد بلال عمراني، الذي ظهر بعيدا عن الآمال المعلقة عليه، وسيكون من الصعب عليه الحصول على فرصة جديدة، لاسيما بعد العودة المحتملة لبغداد بونجاح وأندي ديلور شهر سبتمبر المقبل.

وسيخوض المنتخب الوطني الجولتين الثالثة والرابعة لحملة التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا-2023، بتاريخ 19 و27 سبتمبر المقبل في مواجهة مزدوجة أمام النيجر، في مهمة ترسيم بطاقة التأهل إلى العرس القاري بأرض كوت ديفوار.

بلماضي يبعث المنافسة من جديد والمناصب أصبحت غالية

أسست التركيبة البشرية الجديدة التي اعتمد عليها الناخب الوطني، جمال بلماضي، السبت، في المباراة الودية أمام إيران، التي فاز بها الخضر بهدفين مقابل هدف، معالم التشكيلة المستقبلية للمنتخب الوطني، التي تملك كل المقومات للعودة أكثر قوة مستقبلا.

رسّم الفوز الجميل الذي أحرزه المنتخب الوطني أمام إيران، الذي يعد الثالث له على التوالي في ظرف أسبوع تقريبا، بعد الفوز أمام أوغندا وتنزانيا، عودة “محاربي الصحراء” وتجاوزهم رسميا نكسة المونديال، كما تفتح أمامهم الباب لإعادة تكرار إنجاز الثلاث سنوات الأخيرة، والتي ستكون بدايتها كأس أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار.

ودون أي حسابات، منح بلماضي، هذه المرة، الفرصة لجميع اللاعبين الجدد منهم والقدامى الذين لم يسبق لهم اللعب ضمن التشكيلة الأساسية، في صورة مدافع الترجي التونسي محمد أمين توقاي الذي كان قدّم أوراق اعتماده السنة الماضية خلال الكأس العربية، في وقت لم يخيّب الوافدون الجدد الآمال التي كانت معلقة عليهم، وهذا بالرغم من نقص الانسجام فيما بين اللاعبين الذين لم يسبق لهم اللعب معا، إلا أن المنتخب الوطني ظهر متماسكا بين خطوطه، ولم يتزعزع بنيانه أمام منتخب مونديالي قوي.

إلى جانب ذلك، تمكن بلماضي، مثلما خطط له، من الوقوف على إمكانيات اللاعبين الجدد، واخذ فكرة ولو بسيطة عن إمكانيات كل واحد منهم، والمناصب التي يمكنه استغلالهم فيها إذا اقتضى الأمر، ومن دون شك انه سيحضر للمواعيد القادمة بكل راحة، بعدما أصبح يملك بدائل في كل المناصب وفي المستوى المطلوب، لاسيما على مستوى الدفاع والهجوم.

في ذات السياق، أكدت الأسماء الجديدة والقديمة التي رمى بها بلماضي لأول مرة في مباراة إيران أن المنافسة ستكون قوية في المرحلة القادمة، وستصبح المناصب غالية جدا، حيث أصبح يوجد لاعبين أو أكثر في كل منصب، وهو أمر سيريح كثيرا الناخب الوطني ويمنحه عديد الحلول الفنية والتقنية في قادم المواعيد.

من جهة أخرى، سيكون المنتخب الوطني في أمان من جانب التعداد، على الأقل خلال عشر سنوات قادمة، وهذا بالنظر لثراء التعداد وكذا معدل سن معظم اللاعبين، الذي لا يتجاوز 25 سنة، على غرار الحارس ماندريا، زدادكة، حماش، قادري، عمورة، وناس وبن عياد، الذين يعتبرون مستقبل المنتخب الوطني رفقة أيضا القلب النابض، نجم الميلان إسماعيل بن ناصر صاحب الـ24 ربيعا.

هذه إيجابيات ودية إيران وتربص شهر جوان لـ”الخضر”

فاز، السبت، المنتخب الوطني، بنتيجة هدفين لهدف (2ـ1) على منتخب إيران في المباراة الودية، التي جرت على ملعب سحيم بن حمد في العاصمة القطرية الدوحة، وحمل هدفا “الخضر” توقيع كل من رياض بن عياد ومحمد الأمين عمورة خريجي البطولة الوطنية في الدقيقتين 44 و82 من المباراة.

واختتم “الخضر” تربص شهر جوان بطريقة مثالية جدّا من خلال تسجيل الفوز على منتخب متأهل إلى كأس العالم 2022، ووسط إشادة واسعة من طرف الجماهير والمحللين بمردود “الخضر” وبأسماء جديدة واعدة، ونعدد في هذا التقرير إيجابيات فوز المنتخب الوطني على إيران وديا وتربص شهر جوان، والبداية تتمثل في نجاح المنتخب الوطني في تفادي الهزيمة أمام منتخب إيران رغم التغييرات الكبيرة، التي طالت التشكيلة الأساسية وعرفت إشراك العديد من الأسماء الشابة والواعدة، وهي المباراة الثالثة على التوالي لـ”محاربي الصحراء” دون هزيمة خلال أسبوع، وعلى وجه التحديد منذ الخسارة أمام الكاميرون في إياب الدور الفاصل المؤهل إلى كأس العالم شهر مارس الماضي بـ(1ـ2)، وفاز زملاء إسماعيل بن ناصر على كل من أوغندا وتنزانيا في الجولتين الأوليين لتصفيات كأس إفريقيا 2023 بذات النتيجة هدفين دون رد، الأولى بالجزائر والثانية في تنزانيا، قبل أن يحرز فوزه الثالث على التوالي أمام إيران، في سلسلة مباريات دون هزيمة جديدة للمنتخب الوطني بعد الأولى القياسية، التي توقفت عند حدود الـ35 مباراة دون خسارة.

من جهة أخرى، أشرك الناخب الوطني، جمال بلماضي، العديد من الأسماء الجديدة في مباراة إيران الودية، في صورة الحارس أونتوني موندريا وحكيم زدادكة ومحمد أمين توغاي ويانيس حماش وعبد القهار قادري وبلال عمراني ورياض بن عياد ومحمد الأمين عمورة، ما دفع الكثير من المحللين للتأكيد أن الخيارات الجديدة لبلماضي ستبعث المنافسة في صفوف “الخضر”، وكان بلماضي اعتمد في أربع السنوات الماضية على نفس الأسماء ولفترة طويلة جدّا، ما لم يسمح له بتهيئة الحلول الجاهزة عند الحاجة، لكن خيبة عدم التأهل إلى مونديال 2022 دفعته إلى إجراء التغييرات اللازمة، ويرى الكثير من المتابعين بأن الأسماء الجديدة الحالية قادرة على تهديد تواجد بعض الأسماء القديمة في التشكيلة الأساسية لبلماضي.

إلى ذلك، كان الحارس أونتوني موندريا (25 سنة) أحد ابرز اكتشافات مباراة الجزائر وإيران الودية، حسب المحللين والجماهير الجزائرية، وترك الانطباع بأنه قادر على خلافة الحارس التاريخي لـ”الخضر”، وهاب رايس مبولحي، كما توقع له الكثير من المتابعين عند توجيه الدعوة له لأول مرة للتواجد مع المنتخب الجزائري، ورغم أن موندريا لم يختبر كثيرا في المباراة، بحسب محللين، إلا أنه كان حاضرا خلال اللقطات الأخيرة وبدا هادئا جدّا، ما جعل الجماهير الجزائرية تشبهه بالحارس مبولحي، في انتظار التأكيد خلال المواعيد المقبلة، ونفس الشيء ينطبق على مصطفى زغبة الذي لعب مباراة أوغندا الأولى وقدم مستوى جيدّا، بدليل تصديه لضربة جزاء، ما يؤكد بأن المنافسة على المنصب الأساسي في حراسة مرمى “الخضر” ستبعث من جديد.

مقالات ذات صلة