رياضة
لتجاوز مهزلة "الكان" والإقصاء من الدور الأول من "كان" كوت ديفوار

“الخضر” في حاجة إلى مدرب يصنع الفارق في الملاعب الإفريقية

صالح سعودي
  • 1968
  • 5
أرشيف

يوجد رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي أمام مسؤولية كبيرة لفتح صفحة جديدة وايجابية للمنتخب الوطني تحسبا للتحديات الرسمية المقبلة، وهذا من خلال ضبط معايير دقيقة تتوفر في المدرب الجديد الذي سيتولى زمام العارضة الفنية لـ”الخضر” خلفا للمدرب السابق جمال بلماضي، وهذا من خلال مراعاة ثقل وماضي المدرب وكذلك مدى قدرت على منح إضافة نوعية تسمح بعودة محاربي الصحراء إلى الواجهة.
إذا كانت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قد طوت بصفة نهائية ورقة المدرب جمال بلماضي، بعد فسخ العقد من جهة واحدة، دون التوصل إلى أرضية “طلاق” ترضي الطرفين، بدليل البيان الصادر عن “الفاف” الذي اتسم بالكثير من الحدة والنقد المباشر لإخفاقات بلماضي على رأس “الخضر”، خاصة مسالة الخروج من الدور الأول من “الكان” في ثاني نسخة على التوالي، ناهيك عن الفشل الذريع في الدور الفاصل المؤهل إلى مونديال 2022، فإن الجماهير الجزائرية تترقب مستجدات ملموسة بخصوص المدرب الجديد الذي يتولى قيادة سفينة محاربي الصحراء تحسبا للتحديات الرسمية المقبلة، وفي مقدمة ذلك بقية مباريات التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2026، إضافة إلى ضرورة كسب ورقة التواجد في نهائيات “كان 2025” بالمغرب، وقبل كل ذلك ضرورة إعادة الاستقرار في بيت “الخضر” من الناحية النفسية والفنية، وتجاوز الهزة العنيفة التي حصلت خلال نسخة “الكان” بكوت ديوفار، حين اكتفى رفقاء سليماني بتعادلين تبعتها خسارة مدوية أمام منتخب موريتانيا، ما عجل بمغادرة المنافسة في وقت مبكر ومن بوابة الدور الأول، في سيناريو لا يختلف عما حصل مطلع عام 2022 في نسخة الكاميرون.
ويذهب بعض المتتبعين إلى التأكيد بضرورة حفظ درس مهزلة الإخفاق في كوت ديفوار، ما يتطلب بحسبهم ضرورة القيام بتشريح عميق لمكمن الخلل، والبحث عن الوصفة المناسبة التي تضمن إقلاعا جديدة واستفاقة نوعية تعيد للمنتخب الوطني هيبته، وهو ما يتطلب بحسب البعض ضرورة التعاقد مع مدرب يكون في مستوى طموحات الجماهير وتحديات المنتخب الوطني والأهداف المسرة من “الفاف”، مثلما يتطلب شروطا يجب أن تتوفر في الناخب الوطني الجديد الذي عليه أن يجمل بين الخبرة والكفاءة والحنكة التي تسمح له بصنع الفارق في الملاعب الإفريقية، مثلما يجب أن يتسم بخصوصيات تضمن له التمتع بنفس ثقل وشعبية بلماضي حتى لا يتم الغرق في فخ المقارنات مع الماضي، وبالمرة السعي إلى فتح صفحة جدية وإيجابية تمكن زملاء عمورة من التطلع إلى الآفاق المستقبلية بأكثر تفاؤل وعزيمة، خاصة في ظل الإمكانات الموفرة من طرف الفاف ومؤسسات الدولة الجزائرية، ما يضع جميع الأطراف في الصورة لتحمل المسؤولية لتفادي الأخطاء السابقة التي فوتت على العناصر الوطنية فرص هامة للتألق قاريا وعالميا، ما جعل عداد الانجازات والتميز يتوقف عند إحراز اللقب الإفريقي صائفة عام 2019، وصاحبته بعض الانجازات الشكلية التي ساهمت في تضخيم الأوهام قبل أن تصدم العناصر الوطنية بهزات قوية، على غرار ما حدث في مهزلة الكاميرون 2022 بعد سلسلة نتائج إيجابية متتالية في الوديات والرسميات وصلت 35 مباراة دون تعثر.
والواضح، أن الرئيس الحالي لـ”الفاف” وليد صادي ملزم بتفادي أخطاء سابقيه الذين أرغموا على الانسحاب والتخلي عن مهامهم لأسباب وسياقات مختلفة، في الوقت الذي بقي بلماضي يواصل مهامه صانعا الاستثناء رغم إخفاقه في المباريات الحاسمة، ما يتطلب حزما كبيرا يجمع بين حسين، التسيير وحسن اختيار مدرب جديد ينسي الجماهير الجزائرية في النكسات حرمت محاربي الصحراء من ترك بصمتهم في “الكان” والمونديال.

مقالات ذات صلة