رياضة

“الخضر” في مفترق الطرق

ياسين معلومي
  • 3108
  • 4

سمعت، الأسبوع الماضي، تصريحا للمدرب الوطني، رابح ماجر، يؤكد فيه ضرورة إجراء تربص واحد على الأقل للاعبين المحليين كل شهر، للبحث عن عصافير نادرة يدعم بها المنتخب الأول الذي سيواجه وديا الشهر المقبل تنزانيا في الجزائر وإيران في النمسا، غير أن الملفت للانتباه هو أن ماجر وطاقمه متأكدون وجازمون أن البطولة المحلية أصبحت لا تملك لاعبين بإمكانهم تقمص ألوان المنتخب الأول، خاصة أن كل التربصات التي أجريت مؤخرا بسيدي موسى كشفت أن مستوى اللاعبين المحليين في تدهور كبير، ويظهر جليا في لقاءات البطولة المحترفة، ما يجعل الناخب الوطني يلجأ إلى نفس السياسة التي كانت مطبقة منذ سنوات، وهي الاعتماد على اللاعبين “المغتربين المحترفين” الذين لولاهم لما تأهلنا مرتين لكأس العالم.

ما زاد من جدية هذا الطرح، هو التصريح الأخير للمدير الفني الوطني، رابح سعدان، إلى مجلة فرنسية يؤكد فيه للمرة الألف أن المنتخب الوطني لا يستطيع التخلي عن اللاعب المحترف في البطولات الأجنبية خاصة الأوروبية منها، وهو ما يوحي بأن المدرب الوطني والمدير الفني اقتنعا بضرورة التركيز على المحترفين، بعدما تأكدا من أن اللاعب المحلي لن يستطيع أبدا العودة إلى عهد التأهل للمونديال أو كأس إفريقيا، وهي إشارة واضحة بأن بطولتنا ضعيفة ولن تنجب لاعبين بمقدورهم فرض أنفسهم بألوان “الخضر” في الاستحقاقات القادمة.

قضية الاعتماد على اللاعبين المحترفين أصبحت معتمدة في كل المنتخبات الإفريقية وبخاصة التي تأهلت لنهائيات كأس العالم، لأن تحضير اللاعبين في أندية أوروبية يختلف تماما عن التحضير مع الأندية المحلية، واللاعب المحترف منطقيا يتدرب ويلعب أكثر من اللاعب المحلي، وهي الطريقة التي اعتمد عليها منتخبنا الوطني منذ سنوات ومكّنته من التأهل مرتين متتاليتين للمونديال.

عندما قال ماجر إنه سيعتمد على اللاعب المحلي يكون قد رجع به الحنين إلى تلك السنوات التي كانت فيها الكرة الجزائرية تنجب لاعبين كبارا، وكنا يومها لا نحتاج إلى سوى عدد قليل من اللاعبين المحترفين، لكن ذلك الجيل الذهبي لن يعود، فالكرة الجزائرية كانت تنجب لاعبين كبارا بسبب السياسة الرشيدة للدولة التي منحت الأندية كل الإمكانات.. وإصلاح رياضي أسهم في تألق الكرة الجزائرية محليا وإفريقيا ودوليا، بمشاركتين في كأس العالم بإسبانيا والمكسيك، والتتويج بكأس إفريقيا الوحيدة الموجودة في خزائن الفاف.

أظن أن كرتنا التي تعيش أزمة رجال ولاعبين لن تعود إلى مستواها الحقيقي إذا لم تتضافر جهود الجميع، فماذا ننتظر من كرة يتناحر القائمون عليها يوميا عبر وسائل الإعلام، مكرسين منطق الأنانية والجهوية، وماذا ننتظر من مسؤول يحقد على آخر، ويخلق له مشاكل لإرضاء مقربيه، فهل يعقل أن يصل الأمر إلى المحاكم الرياضية والإدارية من أجل منصب إداري لا يضر ولا ينفع؟ وماذا ينتظر من المسؤولين للتدخل؟ وأمور أخرى أنا متأكد من أنها لن تزول ما لم نضرب بيد من حديد.. لا أفهم كيف يفكر هؤلاء.. التاريخ لا يرحم.

مقالات ذات صلة