الخمر بثمن “القازوز”

النار التي أشعلها وزير التجارة بن يونس، بخصوص تحرير بيع الخمر في الجزائر، زادت من غضب الشعب الذي اعتبر بحق، ما يقوم به الوزير دهسا وعضا لإحدى المقدسات التي تقوم بها البلاد…

 فما معنى أن يتجرأ وزير ويلعب بعقول الشعب – وفي سابق علمه أن قراره مرفوض تماما بالطول والعرض- ويتقدم برأسه ليلعب في المنطقة المحرمة للجزائريين.. باعتبار أن كل مواطن يعرف أن الخمر حرام ولا مجال للمراوغة في أمر كهذا..

بعض الساخرين من تعدي وزير التجارة، علقوا بأن الحكومة أرادت أن تقدم بن يونس كبش فداء وتضحي به قبل حلول عيد الأضحى المبارك، رغم نصيحة وزير الشؤون الدينية لوزير التجارة بالتراجع عن هذا القرار الذي زاد من اتساع دائرة الاحتجاج أكثر من ملف استغلال الغاز الصخري في الجنوب، على أساس أن “تخمير الشعب” واستغباءه أكثر وقعا على الجزائريين من الاختباء وراء الطاقة البديلة للبترول وتصديرها للخارج..

لكن بعض العارفين بهموم الحكومة مالوا إلى تفسير هذا الإجراء، على أنه إلهاء للشعب عن المطالبة بحقوقه وتمرير مسودة الدستور كما يراد لها أن تمر دون احتجاج أو رفض..

ماذا سيجني هذا الشعب المغلوب على أمره من سياسة تحرير بيع الخمر؟ هل يريدون أن نرى الشعب برمته سكرانا وما هو بسكران؟.. هل يريدون أن نحرم من الأمطار بعد أن وصلت البطاطا عندنا إلى 100 دينار، لتنافسها قارورة الخمر بـ50 دج فقط… وهل تريدون أن تقدم العائلات الجزائرية لضيوفها “الجعّات” بدل الماء أو العصير؟!