-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ووري الثرى بباتنة

الدكتور بلعيد.. المؤرخ الذي أنصف مصالي ونقض مسلّمات الثورة

صالح سعودي
  • 6097
  • 0
الدكتور بلعيد.. المؤرخ الذي أنصف مصالي ونقض مسلّمات الثورة
المرحوم - الدكتور رابح بلعيد

في جوّ مهيب، ووري أمس الدكتور رابح بلعيد التراب بمقبرة بوزوران بباتنة بعد أن وافته المنية الأحد عن عمر يناهز 87 سنة بعد فترة مرض أقعدته الفراش.

وكان الفقيد، وهو من مواليد 20 نوفمبر 1927 بولاية عين الدفلى، قد عاش حياة ملحمية، حيث اضطرته الظروف الشاقة والمعيشة الضنكى للهجرة نحو الجزائر العاصمة ،ومنها سافر إلى ايطاليا، ثم أمريكا “حرّاڤا” على متن باخرة، ومن شدة ولعه بالعلم، وحيث أنه لم يدرس بصفة منتظمة، فقد قرر الدراسة بالمراسلة بجامعة سان فرنسيسكو، بالموازاة مع اشتغاله في غسل الصحون في المطاعم، وقد تحصل عام 1957 على الليسانس بتلك الجامعة باللغة الأنجليزية.

وانخرط في النضال في صفوف الحركة الوطنية فكان مناضلا في حزب جبهة التحرير الوطني من 1956 إلى 1962، واطارا في الحكومة الجزائرية المؤقتة من سنة 1958 حتى 1962، غير أن توجهاته السياسية والفكرية تغيرت فيما بعد عقب تعرّفه على فكر مصالي الحاج الذي تحوّل إلى شبه والد روحي له من الناحية الفكرية فانطلق في أبحاث أكاديمية غزيرة ومتعمقة لنفي تهمة الخيانة التي طاردت عراب الحركة الوطنية مصالي الحاج، فألف عدة كتب كانت مثار جدل عنيف منها “هكذا خطفت جبهة التحرير الثورة من مصالي الحاج”، وهو مؤلف غير مطبوع، كانت “الشروق اليومي” قد نشرت مقاطع طويلة منه في شكل حوار مطول، وخلّف ضجة كبرى لنقضه مسلّمات تاريخية عن جبهة التحرير، وبعض زعمائها مثل محمد بوضياف، كما تحركت عدة قضايا عدلية ضده من طرف مجاهدي ولاية باتنة بسبب موقفه ذلك، كما نشر كتابين هما “حركة انتصار الحريات الديمقراطية وموقف مصالي الحاج من الثورة الجزائرية” و”المتغربون الجزائريون وحلفاؤهم الأغنياء الجدد” المنشورة حلقاته بأسبوعية “رسالة الأطلس”، كما ألف أعمالا ودراسات أخرى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!