الجزائر
بعد تأويل تفسيره لحديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنعه من اعتلاء المنابر

الدكتور محمد بوركاب يعود لإلقاء خطبه في مساجد قسنطينة

الشروق أونلاين
  • 10832
  • 15
الأرشيف
محمد بوركاب

يعود بداية من ظهر الجمعة، أفضل معلم للقرآن الكريم في العالم العلامة والدكتور محمد بوركاب، إلى منابر المساجد، بعد شهر من توقيفه الغامض عن أداء مهامه في الوعظ والإرشاد، على خلفية تفسيره، حديث الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ “إن الله سائل كل راع، عما استرعاه حفظ ذلك أم ضيّع، فأعدّوا جوابا للمسألة، قالوا: وما جوابها؟ قال: أعمال البرّ”.

فأوّلت بعض الأطراف تفسيره، للحديث النبوي الشريف، واعتبرته تحريضا علنيا، ما دفع بالجهات الوصية التي بلغها الأمر إلى إصدار قرار بتوقيفه ومنعه من اعتلاء منابر المساجد لإلقاء خطبه، التي يتابعها الآلاف من قاصدي بيوت الله، لما تتميز به من بساطة في الطرح، وتفسير القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.

وقد أثارت الرسالة التي نشرها العلامّة محمد بوركاب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “الفايس بوك” الثلاثاء الماضي، والتي شرح فيها أسباب توقيفه المفاجئ عن الخطابة والوعظ والإرشاد من على منابر المساجد، العديد من ردود الفعل في الأوساط الشعبية وحتى لدى السلطات المحلية بولاية قسنطينة، خاصة أن الرسالة كانت جد مؤثّرة وممزوجة بمشاعر الحسرة والرضا بقضاء الله وقدره، وتضمنت عبارات واضحة بشأن قصده من تفسير الحديث النبوي الشريف “وفق ما بيّنه العلماء، وأنه نصح من خلال ذلك كل مسلم حاكما كان أو محكوما، وحمّل ما يحدث في مجتمعنا للجميع من مبدإ أنه ـ لا ينصحك إلاّ من يحبك ـ ولا يسكت عن خطئك إلاّ من  هو غاش لك، ولا يزيّن سوء عملك سوى عدوّك اللعين”، قبل أن يختم رسالته المؤثرّة بعبارة “ورغم كل ما حصل، ستبقى ـ بلادي وإن جارت علي عزيزة… وأهلي وإن ظنّوا علي كراما ـ”، وهي الرسالة التي زلزلت كل من تصفحها واطلع على تفاصيلها، وحرّك مختلف الجهات المسؤولة، التي اتضح لها على ما يبدو حجم الخطأ الذي اقترفته في حق العلامة محمد بوركاب، بعدما تأكدت من حسن نيته، وتقرر إعادته للنشاط. 

من جهته، مدير الشؤون الدينية لولاية قسنطينة، صرّح بأن قضية الدكتور محمد بوركاب، أخذت أكثر من حجمها بعدما أعطيت لها أبعاد خارجة عما كان يقصده، معترفا في ذات السياق بما قدمه العلامة طيلة تطوعه كإمام بمساجد ولاية قسنطينة لمدة 15 سنة كاملة، مضيفا أن كل أبواب المساجد بالولاية مفتوحة أمامه ليعود لممارسة مهامه في الوعظ والإرشاد والعودة إلى متابعي دروسه وخطبه في المساجد، من دون أي إشكال، خاصة أن العلّامة محمد بوركاب كان قد شرّف الجزائر في العديد من المناسبات والمحافل الدولية، في تحفيظ القرآن وتفسيره.

مقالات ذات صلة