جواهر

الذاكرة مدينة لا تنام!

ليندة خلاف
  • 677
  • 2
ح.م

استوقفتني مرارة التاريخ في هذه المناسبة الدينية في زمـن كغير المعتاد كل سنة واستيقظت ذاكرتي لتسترد أحداث مهللة بتجذر.. لتروي لنا  عيد فطر الزمـن الجميل عيد فطر الأيام الخوالي والأعوام التي مضت..

هاهي أيام رمضان وصفحاته تطوي وهاهي والدتي تتهيأ لاستقبال أيام الفطر المباركة..   موائد تتزيـن بألذ الحلويات، ورائحة الشخشوخة الجزائرية تتحرش بأنف كل شخص في تلك الأيام دون أدب أو حياء.. فنجان قهوة يتسيد الطاولة، يأبي أن يمر يوم العيد دون أن يمتزج عبق رائحته بذلك التاريخ.. لم نكن من الصائمين لكن كنا ننتظر ذلك اليوم بشوق أكثر من الكبار.. لا مأكولات ولا حلويات تلهينا عـن فرحة تلك اللحظة التي  يتأنق فيها الأولاد.. البنت  بالفستان المزھر بالنقوش اليانعة مع الدوران الحـر تغني بصدح تلك الحنجرة مجدها كموروث أزلي للتباهي، وتتفاخر أمام أبناء الحـي  بأبهى نقوش الحناء..

أنقياء الزمن الجميًل، رفاق، جيران، وجارات يتبادلون أبهي وأطيب عبارات التغافر  في أزقة الحنين، وصـل كل الحكايات المبتورة والآشياء المبعثرة.. مآذن  تهلل وتكبـر.. نقاء روحي.. زهرة ناصعة البياض ترتقي شرفات المنازل بينھم.. لكن الزمن تغير.

أصبحت كل تلك التفاصيل الجميلة هذيان غريب، وربما طرفة تضحك الجيل الجديد.. وقفت أتأمل في الزمن، واتكأت على حكمة ماضية.. سمعتھا من عجوز حسنـاء انھض فالحياة أمامك.. انزع ثوب الرعـب وواجـه أيامك.

خلاف ليندة

مقالات ذات صلة