الرئيس يفطر؟

دخلت على فخامته كطبيب، لأتفقد صحته بمناسبة شهر رمضان المعظم: وجدته في صحة وعافية. قلت له: سيدي الرئيس، “راك اليوم شباب وتبارك الله، صحيح خير مني أنا اللي طبيب”. قال لي: “بركاك ما تشيت، راني عارف روحي مازلت مريض”!

 قلت له: “واش راك تقول لي هذا الكلام غير باش ما تصومش؟ راني نقول لك راك باري وصحيح”.. قال لي: “وأنت طبيب أنت؟ تقول لي باري بلا ما تفحصني، بلا ما تسولني؟ شكون اللي جابك لعندي شكون”؟ قلت له: أنت طلبت أحسن طبيب وأنا طلبوني فجئت، ثم أن هذه ليست أول مرة أفحصك؟ لقد سبق لي وأن فحصتك، وقلت لك بأنك بحاجة إلى الراحة واقترحت عليك أن تستريح خمس سنوات، ففصلتني وقلت لهم: أريد طبيبا أحسن من هذا الذي يطلب مني أن أستريح في بيتي خمس سنوات! أنا نريح في بيتي أنا؟ أنا ما نريحش حتى تريحوا ڤاع كيما راكم! قلت له: سيدي الرئيس، خليني أفحصك وسوف أقول لك بالضبط كيف هي أحوالك. قال لي: تفضل أقعد. قلت له: أنا ما جيتش نقعد، جيت نشوفك ونطمأن على صحتك. يبان لي في وجهك راك أحسن بكثير مما كنت عليه قبل الانتخابات. الحمد لله الانتخابات خرجت عليك!

تركني أفحصه ورحت أقول له: حل فمك.. هاكك.. زيد! هذا علاش تقدر؟ ما تقدرش تزيد تحل فمك أكثر! قال لي: نقدر؟.. قلت له: حل فمك وقول: أفلان! قال لي: أرندي! قلت له له: ما حليتش فمك بزاف.. قل آفلاااااااان! قال لي: جبهة التحرير! قلت له: شفت قلت لك مازال ما تقدرش تحل فمك بزاف.. يخصك تزيد تريح! ما تهدرش بزاااف! هدرت ما فيه الكفاية وأكثر… خللي الناس تهدر.. أنت غير اسكت..! قال لي: “ما نسكتش. بغيت تبلع لي فمي؟ ما نسكتش”. قلت له: القلب راه عندك مليح.. لاطاسيون مليحة.. بصح يخصك تفطر.. ما تصومش! قال لي: وعلاش مش غير دروك قلت لي يخصك تصوم راك مليح ماراكش مريض! قلت له: سيدي الرئيس.. كنت بخير عليك، بصح تفكرت بللي أنت مريض نتع صح! قال لي: كيفاش؟ قلت له: اللي يستقبل السيسي ماشي مريض؟.. راك استقبلت واحد دار انقلاب على شعب..! هذا مش مرض؟ غير روح تفطر خير لك! أنت ونتاع السودان غير روحوا تفطروا..

وأفيق من نومي وقد شربت كوب ماء صباحا في أول يوم صيام بدون إدراك.