الجزائر
أصحابها تسببوا في 7 آلاف حادث مرور خلال 2020... والأمن يدق ناقوس الخطر:

“الرخص الزرقاء”… قيادة الموت!

نوارة باشوش
  • 8068
  • 9
أرشيف

67 بالمائة من إرهاب الطرقات وراءه شباب رخصهم أقل من 5 سنوات
تقرير مفصل بوزارة النقل لإعادة النظر في منح رخص السياقة
مختصون: ضعف التكوين وسلوكيات السائق سبب المجازر
جمعية السلامة: الوضع تفاقم بالرشوة والوساطة… ومدارس السياقة مسؤولة

يتسبب أصحاب “الرخص الزرقاء” كل سنة في مجازر رهيبة على الطرقات، حيث كشفت الأرقام الصادرة عن المصالح الأمنية أن 67 بالمائة من حودث المرور المسجلة في السنوات الأخيرة كان وراءها شباب تتراوح أعمارهم بين 20 و39 سنة وهم متحصلون على رخصة السياقة أقل من 5 سنوات حتى 2 سنتين.

وتشير الحصيلة الصادرة عن قيادة الدرك الوطني، تحوز “الشروق” نسخة منها، أن أصحاب رخص السياقة الجديدة التي يقل تاريخ صدورها عن السنتين تسببت في قرابة نصف حوادث المرور التي سجلتها مصالحهم عبر كامل التراب الوطني سنة 2020، حيث تورط فيها 6 آلاف و855 سائق حائز على رخصة سياقة أقل من 5 سنوات، بمعدل 20 حادثا يوميا تقريبا، وهو ما يعادل نسبة 67.29 بالمائة من مجموع الحوادث المسجلة خلال سنة 20250، من بينهم 4132 سائق يتراوح تاريخ صدور رخصتهم بين 2 و5 سنوات و2723 سائق يقل تاريخ صدور رخصته عن سنتين.

وبالمقابل، فإن الفئة العمرية التي يتراوح عمرها بين 25 و34 سنة هي الأكثر تسببا في حوادث المرور، حيث تورط 3438 سائق في مجازر الطرقات بنسبة تقدر بـ33.75 بالمائة من مجموع حوادث المرور، فيما تسبب المراهقون الذي تقل أعمارهم عن 18 سنة خلال نفس الفترة في 167 حادثا.

وعلى هذا الأساس، رفعت المصالح المعنية بأمن الطرقات تقريرا مفصلا إلى وزارة النقل تطلب منها إعادة النظر في طريقة منح رخص السياقة الجديدة، وتشديد الرقابة على مدارس تعليم السياقة لتفادي المجازر التي تشهدها الطرقات يوميا بسبب هذه الفئات.

وقد أرجع المختصون أسباب ارتفاع حوادث المرور التي يتسبب فيها أصحاب رخص السياقة الجديدة إلى الضعف نتيجة برامج التكوين، مقارنة مع تطور في سلوكيات السائق في الوقت الحاضر، نظرا لعدة عوامل أهمها تقليد أبطال المسلسلات أثناء قيادتهم السيارات، والقلق وغيرها، كما أن منظومة التكوين الحالية للسائقين، خاصة مركبات النقل الجماعي لا تتوافق مع تطور سلوكيات سائق اليوم الذي يتصف بعدة مميزات لا تتشابه مع مميزات سائق الأمس، مؤكدا أن الجمعية طالبت سابقا بإعادة النظر في التكوين حتى يكون ذا مستوى بيداغوجي وتقني وتطبيقي ونظري.

فيما حمّلت الجمعية الوطنية للسلامة المرورية مدارس تعليم السياقة مسؤولية كبيرة في وقوع حوادث المرور ورفع مستوى تكوين الساقة، وأكدت أن منظمة التكوين غير مجدية نظرا لهشاشتها، وعليه فإن التكوين الجيد أصبح أمرا حتميا من شأنه أن يقلل من إرهاب الطرقات بالجزائر، كما تلعب “الوساطة” و”الرشوة” التي تلقاها عدد من مدارس تعليم السياقة دورا كبيرا في هذه المجازر، من خلال منح رخص السياقة دون خضوع السائقين للامتحان أو رسوبهم في الامتحان، وطالبت بإدراج آلية رقابية مشتركة تعطي أكثر صرامة في امتحانات رخص السياقة وتشارك فيها عدة قطاعات منها قطاع النقل والأمن.

مقالات ذات صلة