السؤال المحيّر!

نسيم لكحل:nassim219@ech-chorouk.com

صور المسيرات الحاشدة والتجمعات الكبيرة التي صنعت المشهد السياسي الجزائري أمس، تجعلنا نطرح عدّة أسئلة وتترك الإجابة لمن يهمه الأمر.. الذين شاركوا في هذه التجمعات والمسيرات لا يمثلون تيارا سياسيا واحدا ولا اتجاها فكريا معينا ولا جنسا بشريا بعينه ولا فئة عمرية محدّدة، بل كان الشعب الجزائري أمس في الشوارع، في كل ولايات الوطن بمختلف فئاته وألوانه وتوجهاته، وهذا ما يدفع إلى طرح التساؤل الكبير حول هوية منفذي التفجيرات الأخيرة بالعاصمة.وبصفة عامة هوية هؤلاء الذين خططوا ومازالوا يخططون لاستهداف المواطنين العزل الأبرياء وضرب منشآت وهياكل تمثل رموز سيادة الدولة الجزائرية. حتى ولو حاول هؤلاء تضييق أنفسهم في هذه الخانة أو تلك، فإن كل الجزائريين سيرفضون، كل في موقعه، أية محاولة من هؤلاء للإنتساب إليهم، سواء باسم الدين أو باسم الوطن أو باسم التيار الفكري أو تحت أي اسم من المسميات الأخرى ؟

السؤال الجوهري المطروح هنا هو: هل هؤلاء الذين يستهدفون السكان الآمنين، فعلا جزائريون؟ وحتى وإن كانوا جزائريين ببطاقة التعريف وشهادة الميلاد، فهل حقا يحملون هذا الوطن الكبير في قلوبهم؟ أم أنهم في الحقيقة مجرّد “أوراق خاسرة” في أيادي عابثة لم يسرّها خروج هذا البلد من أتون العشرية الحمراء أو السوداء، لا يهم اللون، المهم أنها عشرية الدم التي يريد هؤلاء أن تكون عشريات، بل قرون لحاجة في نفوسهم يريدون قضاءها ولو على أشلاء القتلى وأنقاض الحطام ؟ نطرح هذا السؤال ونحن نعلم علم اليقين أنه إذا عُرف السبب بطل العجب؟