-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

السفارة في كل… “العمارات”

الشروق أونلاين
  • 5066
  • 0
السفارة  في  كل… “العمارات”

في الوقت الذي يستعد فيه الكيان الصهيوني للاحتفال بالذكرى الثانية بعد نصف قرن من وجوده في جسد الأرض المقدسة بمزيد من تضييق الخناق على بيت المقدس الشريف بغلق أبوابه في وجه المكبّرين وإدخاله في التراث الوطني الإسرائيلي، يحاول المسلمون الابتعاد عن هذا الألم باختلاق آلام أخرى فيما بينهم يجعلون منها قضيتهم الإسلامية التي “عليها يحيون وعليها يموتون”.. وفي الوقت الذي سنّت إسرائيل شروط صلاة جديدة في أولى القبلتين وهي منع الصلاة على من لم يبلغ من العمر خمسين عاما أو يزيد، تتهاطل علينا مزيد من الفتاوى عن فرض شرّعه الله منذ أربعة عشرة قرنا حول كيفية الصلاة وتوقيتها .

إسرائيل أدركت الآن أنها لو أرادت نسف بيت المقدس نهائيا ما وجدت من مانع أو حتى من باكٍ، ولكنها لا تريد فعل ذلك لأنها صارت مقتنعة بضرورة تهويد البيت وكتابة تاريخ جديد للأقصى يرسم مستقبل الدولة العبرية التي صارت لها سفارة ليس في عمارة واحدة وإنما في كل العمارات  العالمية  من  دون  استثناء .

المشكلة أن الكثير من البلدان الإسلامية مازالت لحد الآن تحتفل بمولد خير الأنام كما حدث في جامعة الأزهر بالقاهرة أول أمس من خلال تكريم العلماء وإلقاء خطب الإشادة بأخلاق المصطفى منذ أن ولد إلى بعثته و هجرته وحروبه وخطبته الوداعية من دون التطرق إلى مسراه عليه الصلاة والسلام، في عملية تحريف تطول الآن سيرة المصطفى بعد أن طالت معاني أحاديثه الشريفة، وإذا كانت أمريكا قد نجحت في منع تدريس آيات الجهاد خاصة سورة الأنفال في العديد من مدارس الدول الإسلامية، وإذا كانت سويسرا وحتى فرنسا قد منعتا الحجاب والآذان وسنّا لنا الضوء الأخضر بدلا عن صوت الحق الذي صدح منذ الصحابي بلال الحبشي، فإن إسرائيل بصدد منع قراء سورة الإسراء التي تؤكد مسرى خاتم الأنبياء ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والدليل على ذلك أن “علماء”  أزهريين فسّروا الآن الآية بأنها إسراء روحي، تماما كما كانت تدعو إسرائيل لأن نرتبط بالأقصى روحيا وليس جسديا كما حدث مع محمد صلى الله عليه وسلم وعمرو بن العاص وصلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس، ولأننا للأسف أمة “نرضى بالهمّ والهمّ لا يرضى بنا” فإن إسرائيل تريد منا الآن نسيان القدس نهائيا.. وبعد أن باشرت حفرياتها التي لا تتوقف من أجل هدف تهديم البيت الشريف، بنت لنا سفارات في كل العمارات والأكواخ حتى لا نقول في قلوب الجميع ترفرف فيها “قوتها” وجبروتها الذي أوصلها لأن تقتل من تريد في المكان الذي تريد حتى في البلد الآمن جدا الإمارات العربية المتحدة الذي لا يموت فيه الناس  إلا  بعد  مرض  عضال  أو  بعد  أن  يبلغوا  من  العمر  عتيّا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!