-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

السقاية والاستسقاء

السقاية والاستسقاء
ح.م

ردّ وزير الموارد المائية السيد كمال ميهوب سبب ما أسماه بأزمة الجفاف الحادة التي تعرفها البلاد وتراجع منسوب المياه في مختلف السدود إلى قلة تساقط الأمطار هذه السنة، ويدرس وزير الفلاحة المهندس عبد الحميد حمداني من الآن طرق تعويض الفلاحين الذين سيُعانون من الجفاف، واستجاب وزير الشؤون الدينية الدكتور يوسف بلمهدي لدعوات إقامة صلاة الاستسقاء طلبا للغيث في كافة مساجد الجزائر. وما يقدمه مختلف المسؤولين من تشخيص لحالة نقص المياه وتكهنات بشأن صيف قد يكون صعبا على المواطنين إن لم يكن فصل الربيع ماطرا، هو تشخيص يعرفه كل مواطن في البلاد، وليس في حاجة إلى زيارة حكومية أو اجتهادات من إطارات أو مسؤولين أدركوا بأن نقص تساقط الأمطار يعني جفاف الأراضي الفلاحية ونقصان المياه في السدود وضرورة رفع الأيدي للسماء طلبا للماء الذي جعل الله منه كل شيء حيا.

الجزائر في مثل هذه الأمور الحيوية، في حاجة إلى وزارات تخطط العلاج العلمي العميق والدائم، ويتبنى مسؤولوها الثمار التي تنضج بفضل عملهم وتضحيتهم وأفكارهم وخططهم، وليس بسبب السنوات الماطرة والأرض السخيَّة التي تعطي من دون قطرة عرق، فالمواطن الذي يطرق باب مدير الري بولايته أو رئيس البلدية أو الوالي ليشكو جفاف حنفية بيته أو بئره الارتوازي، لن يقبل بتحجج المسؤول بنقص الأمطار، لأنه سيتساءل عن دور هذا الجيش من العمال في إدارات قد تكون وظيفتها الوحيدة هي تحرير فواتير الدفع ومختلف العقوبات، ولا توجد بها خلية تفكير وباحثون ومهندسون يتجاوزون مرحلة التشخيص التي هي في متناول كل فرد من الشعب الجزائري، إلى العلاج الذي ينتظره الجميع.

من غير المنطقي أن نصِف موسم الفلاحة بالناجح ونهلل لما تم حصاده من حبوب وغيرها إذا كان مقرونا بالتهاطل الغزير للأمطار، ولا يمكن أن يبتهج وزير الموارد المائية ويعدد إنجازاته عندما تتشبع السدود القديمة منها والحديثة بالسيول الجارفة، وأن لا يكون لوزارة الأوقاف من حلول غير دعوة الناس إلى الصلاة والدعاء لأجل طلب الغيث، كما لا يحق لوزارة الطاقة في الجزائر أن تعدّ نجاحاتها وأرباحها وكلنا نعلم بأنها تستغل حقول نفطٍ منّ بها الله على الجزائر، كثروة ضمن ثروات كثيرة جعلت البلاد طيِّبة وطالبت الناس أن يكونوا طيبين بحسن التدبير والعمل الصالح في كل المجالات.

لا يمكن لأي ثورة أن تتوقف عند تحريك أصابع اليد في إطلاق الرصاص أو تحريك الأبدان في حَراك من المشي من دون أن تتبعها بثورة العمل، ولا يمكن أن تبقى بعض الوزارات مجرد هياكل تضم أجسادا تتحرك بين الكراسي ومراكز البريد لأخذ مرتباتها، أو وارث لحركات روتينية ظل موظفوها يمارسونها مثل طقوس عبادة قديمة، والكل مطلوب لأن يدفع الناس إلى العمل بأفكار جديدة وتحفيزات قوية آخذا من تجارب الصينيين والأتراك وبقية الأمم، التي نجحت في تحرير أنفسها من التبعية، فقد قال تعالى في سورة التوبة: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”، وقال رسوله الكريم: “إن الله يحب إذا عمل أحدُكم عملا أن يتقنه”، وقال أيضا: “لأن يحتطب أحدُكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه”، وغيرها من الآيات والأحاديث التي تقرن الثمار بالجهد وليس بغيره.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • محمد الكامل

    لكن هناك وزراء لا برامج لهم ولا خطط ولا مناهج ولا خارطةة طريق علي الاطلاق
    وزرائنا لا يفكرون في ايجاد حلول -لا يتعبون انفسهم -لقطاعهم الذي يسيرون ويحكمون بل يفكرون في جمع الاموال واقامة علاقات مع فرنسا من اجل مصالحهم ومصالح عائلاتهم للاسف .
    سوف اعطي حلا ناجعا لمشكل المياه بالجزائر مجانا لوزيرنا النائم والمستيقظ في نفس الوقت : عليكم بناء مزيدا من السدود يا وزيرنا خاصة علي الاودية الكبيرة فمياهها كثيرة جدا -الملايير المكعبة تذهب هباءا في البحار والصحاري - وعليكم ترشيد استعمال المياه خاصة في الفلاحة ( استعمال عملية التنقيط في السقي والرش المحوري كذلك الذي يوفر المياه ....)
    الاخلاص يا وزير

  • لزهر

    السماء مرتبطة بعقول الناس
    و هذه الأرض الخصبة التي حَّل بها الخراب
    بعد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( و التي لم يخلق مثلها في البلاد
    وثمود الذين جابوا الصخر بالواد
    وفرعون ذي الأوتاد
    الذين طغو في البلاد
    فأكثر ا فيها الفساد)
    و قال
    ( إن الله لا يصلح عمل المفسدين)
    صدق الله العظيم