السنة “غير داو الشيعة”!
ما يحدث هذه الأيام في اليمن، ينم عن عالم قد تغير (نحو الأسفل) بعدما صارت المعايير توزن بالمصالح لا بالمبادئ، كما كان يشاع عندنا سالفا! فلا مبدأ إلا المصلحة. ولأن لغة المصلحة تقتضي التحدث بلغة المصلحة، نقول إن نهاية العرب كقومية هي مصلحة ملحة! فلا ينبغي من اليوم “فصعدة” أن تقام “الأخوة” (العدوة) على الرابطة القومية، بل على الرابطة الإسلامية! الإسلام الذي لا يعوضه المذهب! إيران صارت قوة إقليمية! ولأنها قوة مسلمة معادية لإسرائيل وأمريكا، فهي الآن محط تخطيط عالمي عربي أمريكي إسرائيلي، من أجل إسقاط هذه القوة كما أسقطت من قبل قوة العراق (الذي أرغم على ارتكاب غلطة احتلاله للجارة الكويت)، كما يدفع الآن بالحوثيين إلى اقتراف الانقلاب ليتمكن المعسكر الأمريكي العربي من إيجاد مبرر للاصطفاف علنا مع إسرائيل ضد إيران. وقد قالها كثير من الساسة في السعودية وبعض دول الخليج، وحتى رجال الدين بأن إيران هي أخطر من إسرائيل! الله أكبر!
نمت على هذا القلق من التدخل الخليجي في اليمن لضرب ما يسمى بالتمدد الإيراني الشيعي على حساب الامتداد السني الوهابي! لأجد نفسي قد أسقطت قوة عبد الحوثي بتدمير اليمن المدمر أصلا (هكذا، تتهنى “القرعاء” من حك الرأس!) وأسوق الحوثي إلى محكمة لاهاي في الرياض وأنا من يحاكمه في محاكمة مصرية مصيرية غير علنية: قلت له باعتباري قاضي قضاة العرب البائدة: أنت حوثي وأنا قريشي! أنت حوت ونحن قريش.. حوت يأكل حوت! تريد أن تتغذى بي؟ أتعشى بك! أنا في الأصل “روكان” قرش، لكن صرت من البرمائيات وأنت لا زلت متخلفا من الأسماك التي تأكل البشر! قال لي: لم آكل أحدا.. أنتم من أكلتم حقوق الناس وسكتم عن الحق ووقفتم مع الباطل والشيطان الأكبر. تريدون أن تكونوا دركيين لأمريكا في المشرق من أجل ضرب إيران المسلمة المتجهة نحو تشكيل قوى إقليمية للمسلمين عامة وليس للشيعة فقط. نحن زيديون وأقرب إلى السنة منا إلى الشيعة وأنتم تريدون منا أن تزجوا بنا في خندق الشيعة وكأن التشيع كفر في هذا البلد الكافر بالأخلاق والقيم والعدالة الإنسانية. قلت له: بلع فمك.. نحن مسلمون ومن عندنا خرج الإسلام وخرج الناس من الإسلام وخرج الخوارج والشيعة والسنة والجماعة. أنت من أكلت يونس..! قال لي ساخرا: شكون؟ يونس شلبي؟ عن من تتحدث يا مولانا؟ قلت له: النبي يونس الذي أكله الحوثي! قال لي ضاحكا: إنه في بطنك..شوف كرشك قداش وشوف نحافتي! من أكل من؟ قلت له: بلع مردومك..أحنا هم القوة الإقليمية مش الفرس.. العرب هم الفرسان..والشهامة..والفزعة والكرم..
عندما أفقت كنت أضحك كالعادة..