الرأي

السويديون ينوبون عنا !

رشيد ولد بوسيافة
  • 3770
  • 1

قامت الدنيا ولم تقعد لأن صحيفة “هافطن بلادت” السويدية تجرأت ونشرت قصة الإسرائيليين الذين تورطوا في سرقة أعضاء بشرية من جثث شبان فلسطينيين بعد اختطافهم وقتلهم، وذلك بهدف الاتجار فيها.

 

 وطالت الضغوط التي تمارسها دولة الكيان الصهيوني الحكومة السويدية، مطالبة باعتذار رسمي، بل رئيس دولة الاحتلال قال إن إسرائيل لا تطلب اعتذارا من الحكومة السويدية بل إدانة للتقرير، “إن إسرائيل لا تطلب اعتذارا من الحكومة السويدية بل إدانة للتقرير”، وقد تتطور الأمور لتكون أزمة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي على أساس أن السويد تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد.
وفي الواقع فإن ما فعلته إسرائيل من جرائم في حق الإنسان العربي، منذ قيامها سنة 1948 يفوق جريمة سرقة أعضاء بشرية بكثير، وإذا كان الحديث عن هذه الجرائم وكشفها للرأي العام، نوع من أنواع معاداة للسامية، فإن كل شرفاء العالم الذين يرفضون هذه السلوكات هم في الواقع أعداء للسامية، وإلا ما معنى أن تستخدم كل الضغوط لدفع الصحيفة السويدية للتراجع والاعتذار عن نشر قصة سرقة الأعضاء البشرية.
يحدث كل ذلك في غفلة من الإعلام العربي مع أن القضية هي قضية العرب والمسلمين بالأساس، ولم نسمع بهيئة أو مؤسسة إعلامية عربية عبّرت عن تضامنها مع هذه الصحيفة التي تواجه تهما بمعاداة السامية، لا لشيء إلا لأنها نقلت شهادات لفلسطينيين، كان الأولى أن تنقلها صحف عربية. 
 إن خلفيات الأزمة الدبلوماسية التي افتعلتها إسرائيل ضد السويد واضحة، وهي التغطية على كل تلك الجرائم المرتكبة في حق الفلسطينيين، وفي المقابل يكتفي العالم العربي بموقف المتفرج عوض الدفع نحو التحقيق في الشكاوى التي أطلقها فلسطينيون من غزة ومن الضفة الغربية بأن جنودا اعتقلوا أبناءهم، ثم سلموا لهم جثثا منزوعة الأعضاء وهي جريمة لا يمكن أن تتقادم مع مرور الزمن، وقد تنال الصحيفة السويدية التي تواجه ضغوطا رهيبة وحدها شرف تعرية الحقيقة في هذه الجريمة المسكوت عنها. 
مقالات ذات صلة