منوعات
عانى الغربة والتهميش ومات ولم يحقق أمنيته الأخيرة

الشاب طاهر يفارق الحياة بفرنسا ومحيطه يعجز عن نقله إلى الجزائر لدفنه

سيد أحمد فلاحي
  • 14996
  • 14
أرشيف

توفي، فجر السبت، نجم الراي سنوات الثمانينات الشاب طاهر، واسمه الحقيقي شقلال طاهر عن عمر يناهز الـ 58 سنة، بعد صراع طويل مع مرض عضال، على مستوى مستشفى سانت جورج بباريس.
الفنان سطع نجمه مع كوكبة من المطربين المشهورين في صورة الشاب خالد، حسني، الهندي، مامي وصحراوي وغيرهم، وعرف بأغانيه الريتمية التي كان يصورها على شكل فيديو كليبات، هاجر إلى فرنسا خلال العشرية السوداء، بعد سلسلة تصفية الفنانين، غير أنه دخل في دوامة من المشاكل الاجتماعية والعائلية، جعلته ينزوي وحيدا، حتى صنفه الكثيرون في خانة الأموات، بدليل أنه ظل غائبا عن الساحة لأكثر من 5 سنوات كاملة، إلى أن تم العثور عليه من طرف أحد الناشطين في مجال الخدمات الإنسانية والاجتماعية، وهو جزائري تمكن من تحديد هوية الشاب طاهر، الذي أنهكه المرض فلم يجد سوى دار للمسنين لقضاء فيها ما تبقى من العمر، بعد أن تنكر له الأحباب والأقارب، حسب ما صرح لبعض زائريه.
وقد كان للشروق فرصة التواصل مع الراحل، في حوار حصري أين بعث برسالة مدوية لوزير الثقافة عز الدين ميهوبي يناشده فيها، بضرورة مساعدته على العودة إلى أرض الوطن ليموت بأرضها، غير أن الرسالة لم تلق الآذان الصاغية، والكارثة العظمى حسب ما أكده بعض معارف الفنان، أن مصيره بات مجهولا، حيث لم يظهر بعد من يستطع تحويله إلى أرض الوطن، خاصة أن تكلفة نقل جثمانه لن تقل عن 2500 أورو، وهو ما قد يهدد بدفنه في إحدى مقابر فرنسا، من طرف جمعيات خيرية، إذا ما تجاوزت مدة تواجده بالمشرحة 15 إلى 20 يوما، حسب القوانين المعمول بها بفرنسا، في حين قد يلجأ بعض الجزائريين الذين كانوا يترددون على الراحل في المستشفى، إلى جمع مال التبرعات عبر المساجد لتحصيل تكلفة تذكرة لتحويل جثمان الفنان إلى مطار أحمد بن بلة بوهران.
وهي الوضعية الكارثية التي هزَت محيط الفنان، ومحبيه فكيف لمن خدم الفن وساهم في تطوير الأغنية الرايوية لأكثر من 30 سنة أن يعجز حتى عن ضمان تذكرة طائرة نحو بلاده ليعانق ترابها.

مقالات ذات صلة