العالم
تقدم على أنها الناطقة باسم المساجين والمعتقلين

الشقراء عهد التميمي.. بروز ظرفي أم أيقونة جديدة؟

صالح سعودي
  • 3803
  • 16
ح.م
عهد التميمي

اختلف بعض المتتبعين حول طبيعة الدور الذي كلفت به الشقراء الفلسطينية عهد التميمي، حتى أن هناك من اعتبرها الناطقة باسم المساجين والمعتقلين الفلسطينيين، ما جعلها كثيرة الحضور في وسائل إعلامية عربية وغربية، وهذا منذ الصور التي تناقلتها الكاميرات خلال مواجهتها لعساكر إسرائيليين وحادثة دخولها السجن.

يذهب الكثير إلى اعتبار الشقراء عهد التميمي أيقونة الشجاعة الفلسطينية التي قهرت الاحتلال الإسرائيلي، وهو الأمر الذي يحسب لها حسبهم من الناحية الرمزية على الخصوص، خاصة بعد أن صورتها كاميرات التلفزيون كبطلة تواجه عساكر الاحتلال بشجاعة خلال المسيرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان وجدار الفصل. حيث ذهب البعض إلى اعتبار قصة التميمي لا تبدو حسبهم عادية مع هذه الوقائع، خاصة أن العالم تعرف عليها قبل ست سنوات حين تسلمت جائزة “حنظلة للشجاعة”، من قبل بلدية “باشاك شهير” التركية.

الطفلة الفلسطينية الشقراء، التي قالت عنها صحف غربية إنها ومثيلاتها من الفلسطينيات اليافعات المنتفضات، “مجرّد اختراع فلسطيني لاستفزاز الجنود الصهاينة”، تنتمي إلى أبرز العائلات الفلسطينية بالضفة الغربية، التي زادها شهرة كون جل أفرادها تعرضوا لكل أنواع الضرب والتنكيل والسجن من طرف سلطات الاحتلال.

لكن في المقابل، هناك من يبدي تحفظات بخصوص اعتبار التميمي بأنها الممثلة الرئيسية للمساجين والمعتقلين الفلسطينيين، معتبرين أن هناك من هو أولى منها، انطلاقا من ماضي التضحيات ومعطيات أخرى تفوق مسار وخبرة الفتاة الفلسطينية، ما جعل البعض يتساءل عن أسباب وخلفيات صناعة اسم عهد التميمي مقابل تهميش وجوه أخرى ضحت من أجل رفع راية فلسطين وفضح جرائم عساكر الكيان الصهيوني، ما يفتح الكثير من التساؤلات حول موقع عهد التميمي كأيقونة القضايا الفلسطينية، وبين دور بقية الأطراف التي تستحق حسب الكثير أن يتم تثمين وتفعيل جهودها في الكشف عن همجية الاحتلال الصهيوني.

ومعلوم أن أسهم عهد التميمي ارتفعت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة في بورصة مواقع التواصل الاجتماعي العالمية، ما جعل البعض يرى في “حنظلة الشقراء” طفلة بألف رجل، حين استطاعت ببراءتها وقوة إرادتها تحدي غطرسة الاحتلال الصهيوني رغم دخولها السجن ومعاناتها في أروقة العدالة والتحقيقات.

مقالات ذات صلة