الجزائر
لحظات مهيبة خلدها المواطن والمسؤول

الشهداء يعودون إلى الأرض الطاهرة

الشروق أونلاين
  • 2196
  • 5
ح.م

انطلق الموكب الجنائزي الذي يحمل رفات وجماجم شهداء المقاومة الشعبية الـ24 من قصر الثقافة “مفدي-زكرياء” باتجاه مقبرة العالية في الضاحية الشرقية للعاصمة، أين ووريوا الثرى بمربع الشهداء، في جو جنائزي مهيب، تابعه ملايين الجزائريين على شاشات التلفاز والهواتف المحمولة، فيما فضل آخرون الاصطفاف على الطرقات التي مر عليها الموكب.

وقد حملت توابيت رفات الشهداء، الأحد، التي كانت مسجاة بالأعلام الوطنية على متن مركبات عسكرية زينت بالورود لتجوب بعض شوارع الجزائر العاصمة للسماح للمواطنين بالترحم على أرواحهم الطاهرة والذين فضل العديد منهم تخليد هذه اللحظات التاريخية من خلال تصوير الموكب الجنائزي بهواتفهم النقالة، معربين عن فخرهم واعتزازهم بهؤلاء الأبطال الذين قدموا حياتهم في سبيل تحرير الوطن من الاستعمار الفرنسي الغاشم.

وكان الرئيس تبون، الذي تقدم موكبه الموكب الجنائزي، قد ترحم على أرواح الشهداء، ببهو قصر الثقافة، بمعية قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق سعيد شنقريحة، وقائد الحرس الجمهوري الفريق الأول، علي بن علي.

وحملت النعوش، من طرف الطلبة الضباط للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، تحت إشراف ضباط سامين من الجيش، بينهم عمداء وألوية من مختلف فروع المؤسسة العسكرية، ومباشرة بعد قصر الثقافة وضعت رفات الشهداء على عربات عسكرية زينت بالورود قبل التوجه إلى مثواهم الأخير بمقبرة العالية، ليدفنوا إلى جانب إخوانهم وأبنائهم وأحفادهم الشهداء والمجاهدين من مختلف الأجيال، بعد أن حرمتهم فرنسا الاستعمارية قسريا من حقهم الطبيعي والإنساني في الدفن على أرض وطنهم الأم.

وكانت السلطات قد أتاحت طيلة يوم السبت، الفرصة للجزائريين للترحم وإلقاء النظرة الأخيرة على الشهداء، وشهد قصر الثقافة حضورا غير مسبوق للجزائريين من مختلف الأعمار، بل إن عائلات بأكملها قصدت المكان لتوديع الأجداد الأبطال، الذين حاربوا المستعمر الفرنسي، من أول يوم دنس فيه التراب الوطني.

ولم يكن الجزائريون وحدهم، من لم يضيع اللحظات العظيمة، والتي عاد فيها أبطال المقاومة الشعبية لأرض الوطن بعد 170 سنة من الاختطاف، حيث حضر عدد من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر، إلى قصر الثقافة لتوديع الأبطال، ومن ذلك السفير الفلسطيني أمين مقبول، والسفير الأوكراني مكسيم صبح، وسفيرة تركيا، بالإضافة إلى ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس الأستاذ محمد عثمان.

مقالات ذات صلة