الصورة المسيئة لـ”فالس”!
الضجيج الإعلامي الذي بدأه رجال الأعمال ونقابتهم الممثلة في سيدهم السعيد، الذي كُرم مؤخرا من طرف هؤلاء أرباب العمل، حول ما سمي “بالمساس بمؤسسات الدولة”: هذا العنوان الذي قال عنه غول الحكومة أنه خط أحمر، انتقل فيما بعد إلى أروقة البرلمان واللجان، وبدأ الجميع ينددون بنشر “فالس” صورة الرئيس في قفص عصفوره المغرد..! هذا هو عنوان “المساس بمؤسسات ورموز الدولة”، حين عدتُ إلى الصورة، لم أجد أيَّ شيء “يخلع”: صورة الرئيس هي نفسها كما نعرفه عنها منذ مرضه لولا أن صوره الحية لا تظهر إلا نادرا ـ شفاه الله وعافاه- فأين الجزع؟.
الغريب أن “الباترونا والنقابة والبرلمان وبعض الأحزاب المسمَّاة سلطوية أو “المحبوسة” عليها، هي من هبّت لقرع طبول الحرب وأفزعت الناس وظهرت بصورة “أكثر ملكية من الملك”، فلا الرئاسة ردت ولا رئيس الحكومة ندد ولا الخارجية، مما يعني أن بعض الجهات تحاول هي أن تعبث بصورة الرئيس واسمه ومكانته بدعوى الدفاع عنه، فالس لم يقم سوى بنشر صورة تذكارية للرئيس معه، فأين العيب؟ في صورة الرئيس أم في صورة فالس أم في صورة المندِّدين ممن أوصلوا الرئيس إلى هذا الوضع ليصبح مطيَّة تباهي بأنهم يدافعون عنه، وكان الأجدر بهم أن يتركوا الرجل يرتاح بعد تعب وعناء عمل انتهى بمرض كما نمرض جميعا.
نمتُ على هذا الصخب، لأجد نفسي أجري حوارا مع فالس: قلت له وقد “جابني النيف” على الرئيس: مال جدّ أمّك تنشر صورة الرئيس على هذا الحال؟ ماعلابالكش بلي ممنوع الصورة نتاعه تطلع هكذا عندنا؟ قال لي: ماكانش على بالي.. اسمحولي، الصورة بعثوها لي من الرئاسة، مش أنا اللي أخذت الصورة.! قلت له: “سيبافري”! أخذت أنت الصورة من البورطابل! قال لي: كيف أصوِّر وأنا معه؟! قلت له: درت “سيلفي” سكيمي!
بقينا نناقش طيلة رُبع ساعة أصل الصورة، وهو ينكر أنه هو من أخذها وأن المصالح الرئاسية هي من بعثتت له بها كما تفعل مع باقي الرؤساء الذين يستقبلهم الرئيس من حين لآخر، قلت له في الأخير: أنت راك تحوّس على البلاء معنا! ما عجبتكش اتفاقية إيفيان.. آه… تافنة.. آه.. اتفاقية بيجو.. واكتفيت بسلاطة بالمايونيز، بغيت تنتقم؟! ما تحشمش! وكّلناك وشرّبناك وقلّشناك وأعطيناك شرف استقبال الرئيس لك، وهو الذي لا يستقبل أحدا ولا 19، يانكّار الخير يا وجه الشر! قال لي: لوموند و”بتي جورنال” هما اللي أعطاو للصورة “كراءة” بأن الرئيس متعب! قلت له: شكون قال لهم بأنه متعب؟ أنتَ؟ الرئيس راه بخير.. راه يدكدك كالعود، وصحّته خير من صحة خالتك! وراك تلاقيت به وشفته كيفاش كان، كيفاش جبرته؟ (ومسكته من الجيافة أكاد أخنقه).. جاوب: رد علي: “كان.. خير مني! أنا اللي كنت مريض..” وأنا أضيف إليه أسئلة على أسئلة وأسجّل وأصوّر: زيد.. كمّل.. شكون هو سيدك وسيد أبيك وأمك؟ قال لي: بوتفليكا.. قلت له: قل بوتفليقة.. بالقاف.. قال لي: ما نكدرش! قلت له: قول “قاف”! قال لي” كاف”. قل: ق. والقرآن المجيد! شهّد بالله والنبيّ والجزائر وبوتفليقة!
ولمّا بدا لي أنه يختنق، تركته وانسحبت، بعدما أفرغت علبة مايونيز على رأسه عربون الاقتصاد الجزائري الفرنسي.
وأفيق ورأسي كله “كونفيتير” بعدما راح ابني الأصغر “يملس” شعري وأنا نائم، بأيديه الملوّثة بمعجون التين المحلي! التربية نتاع أمّه نورية!