جواهر

الطلاق مرتان

ح.م

قال تعالى {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} ومن هذه الآية نستنتج ما يلي:

عندما يحصل الطلاق فهذا لا يعني انقطاع العلاقة الزوجية، بل قد يكون فترة توقف صحي، لمراجعة العلاقة وإعادة بنائها من جديد، ولذلك لا بد من نترك الباب مفتوحا عبر التسريح بإحسان، وأن نتجنب الأخطاء الكبيرة التي تغلق هذا الباب إلى الأبد.

إذا لم ننجح في الإمساك بمعروف، فيجب أن ننجح في التسريح بإحسان.

الميثاق الغليظ الذي أخذ علينا في الزواج هو أن نمسك بمعروف أو نسرح بإحسان، فإذا سرحت بإحسان فأنت أديت حق الميثاق الغليظ، فنقض الميثاق ليس بالطلاق، وإنما بعدم الإحسان فيه.

الطلاق الأول هو مدرسة يتعلم فيها الزوجان الفرق بين حياة الزوجية وحياة العزوبية، وهو فرصة مهمة للتعلم من الأخطاء والتفكير في المستقبل بعقل واع وقلب معتبر.

لا ترتكبا أخطاء الطلاق، ومن أهم هذه الأخطاء القاتلة:

طرد الزوجة أو خروجها من البيت، فالطلاق يجب أن يتم وأنتما في بيت واحد، والعدة يجب أن تقضى والمرأة في بيت زوجها، قال تعالى {لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن} فإذا بقي الزوجان في البيت طيلة العدة نكون متأكدين أن هذا القرار قرار صائب، وأن الحياة بينهما أصبحت مستحيلة، لأنه لا يمكن لشخص أن يعيش مع امرأة ثلاثة شهور دون أن يلتفت إليها، إلا إذا كان قلبه مات من جهتها.

لا تهجمي على البيت وتستولي على الأثاث، فهذا الرأي من أخبث الآراء التي سيقترحها عليك شياطين الطلاق، فلا تكوني ممن قال الله فيهم {يخربون بيوتهم بأيديهم} فاتركي العش قائما، فاحتمال أن ترجع الأمور إلى طبيعتها احتمال كبير، وإياك أن تهدمي البيت الذي يمكن أن يكون سببا في عودة المياه إلى مجاريها.

الأطفال ليسوا طرفا في الصراع، فلا تحاولا أن تجعلا أطفالكما وسيلة لتصفية الحسابات، بل أكبر شيء يجب أن تحرصا عليه بعد الطلاق أن يعيش الأطفال في سلام نفسي.

مقالات ذات صلة