-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الإدماج وإعادة التأهيل خيارات مهمة في ظل عدم جدوى آليات الردع

العائدون إلى الجريمة في الجزائر مغرمون بالسجن ويواصلون تهديد كيان المجتمع

صالح سعودي
  • 2879
  • 19
العائدون إلى الجريمة في الجزائر مغرمون بالسجن ويواصلون تهديد كيان المجتمع
ح.م

عرف المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة تنام واسع للعمليات الإجرامية، من طرف أفراد وجماعات احترفت تعكير صفو المواطنين، بدليل الأرقام التي تكشف عنها الجهات الرسمية والأمنية، بخصوص وقوع جرائم قتل بشعة، واعتداءات متفاوتة الخطورة، ما يجعل هذه الظاهرة تهدد كيان المجتمع الجزائري وسط غياب بدائل فعالة تضع حدا لمثل هذه الممارسات التي يصفها الكثير بالمخيفة.

ويجمع الكثير من المتتبعين على تعدد أساليب التصرفات العدوانية التي باتت تعرفها مختلف فئات المجتمع، في ظل طغيان العنف بمختلف أشكاله، سواء في المحيط الكروي، أو المدرسي، وحتى في المحيط العائلي، ناهيك عن الشجارات والاعتداءات التي تعرفها الأسواق، والأماكن العمومية، إضافة إلى ارتفاع معدلات الإجرام في الأحياء الشعبية والمعزولة، خاصة وأن الكثير من المجموعات الإجرامية تستغل غياب التغطية الأمنية الكافية لتبسط سيطرتها وتفرض منطقها بشكل مخيف، يحدث هذا وسط الكثير من المتغيرات التي بات يعرفها المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة، بسبب تنامي الإجرام، وقلة فعالية الآليات العقابية والتوجيهية، إضافة إلى انعدام الشعور بالندم، وعدم الاعتراف بقيمة العقاب، وهذا بسبب تناول أغلب المنحرفين للمخدرات والحبوب المهلوسة، ما يجعلهم يقدمون على تصرفات غير محمودة العواقب، بدليل وجود حالات قتل تمس حتى أقرب المقربين لأسباب توصف بالتافهة تحت تأثير المهلوسات على الخصوص.

ويبقى الأخطر، في نظر الكثير ممن تحدثنا معهم، هو أن جهود قوات الأمن وجهاز العدالة في إطار التقليل من معدلات الجريمة لم يمنح إضافة ملموسة، رغم المساعي القائمة، بدليل أن هناك معطيات أخرى أكثر خطورة، في ظل تفضيل الكثير من المنحرفين خيار العودة إلى الجريمة، مادام أن السجن تحول إلى وسيلة إغراء بدل أن يكون أداة عقاب، وهو ما يجعلهم يستغلون الفرصة للقيام بأي عملية إجرامية بغية قضاء فترة الشتاء في دفء السجن، مادام أن لهم قناعة بإمكانية العفو عنهم مع قرب حلول الصيف، أو على هامش بعض المناسبات الاحتفالية لبعض الأعياد الوطنية، وهو العامل الذي يؤكد في نظر البعض على أن عقوبة السجن فقدت جدواها مادام أن المجموعات الإجرامية تنظر إليه على انه بمثابة منزل يؤويهم أكثر منه وسيلة للعقاب والردع.

العائدون إلى الجريمة لا يشعرون بالندم واليأس ولا يتأثرون بالعقاب

توصل الباحث بوزيد إبراهيم المختص في علم الاجتماع الاجرامي، من خلال دراسة أكاديمية شملت عينة من العائدين أو محترفي الجريمة على مستوى ولاية باتنة، لها “خاصية التعود”، وترجع أفعالها وتصرفاتها إلى عوامل خارجية، منها الحظ والصدفة والقدر وظروف المجتمع. وأثبتت الدراسة أن هذه العينة لا تتمتع بدرجة عالية من اليأس، ما يجعلها لا تحس بالعقاب، وهو ما يعني حسب محدثنا أن العائدين للجريمة ينظرون إلى سلوكاتهم على أنها مبررة من حيث الاعتقاد النفسي، ومشروعة ومحفزة على العصيان ومخالفة القيم والقواعد الاجتماعية.

الإدماج الاجتماعي وإعادة التأهيل قد لا تكفي للحد من ظاهرة الجريمة

ويقدم الأستاذ إبراهيم بوزيد جملة من التوصيات التي يمكن تعزيزها في مشروع الإدماج الاجتماعي، وإعادة التأهيل للفرد العائد للجريمة، واعتبر بأن هذا الإجراء بمثابة وقاية، وقد يقلل من حدة هذه الظاهرة، مؤكدا على ضرورة مراعاة الجانب النفسي للفرد المجرم، والعمل على وضع برامج إرشادية معرفية سلوكية لجعل المجرم يتحمل مسؤولية الفعل، مع تحفيزه على تغيير سلوكه دون مراعاة أي ظروف خارجية، بحيث يجعلون منه فردا مسؤولا عن فعله، حتى يحترم قواعد وقوانين المجتمع. وأشار الباحث بوزيد إبراهيم إلى عدم جدوى الاعتماد على العقاب وحده، مؤكدا على ضرورة انتهاج أساليب أخرى تسمح بتعديل سلوك المجرم، منها العلاج بالعمل، في إطار تدعيم السياسة العقابية لإدارة السجون بخطوات ميدانية لمواصلة إصلاح المنظومة العقابية على مستوى وزارة العدل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
19
  • سمية

    كلامه صحيح هو لا يشجع الاجرام لانه يوجد اشخاص اخطأوا فدخلو السجن وعند خروجهم عزموا على التوبة لكن كيف دلك ادا كانت كلمة محكوم تلازمك اينم توجهت ولا يوجد من يساعدك فيصبح شخص مرفوض في المجتمع حتما سيفضل السجن .

  • بدون اسم

    ربي يسلطهم عليك اذن

  • salam

    السجن اصبح ملجأ لمن لا ملجأ له الراحة والمأكل والنوم حتى يخرج منه وكأنه في نزهة وبالتالي يحنّ إليه بعد الخروج منه مباشرة بالرجوع إلى الأسباب التي أدخلته.

  • بدون اسم

    المنظومة التربيوية للجزائريين لا تمشي في الخط الصحيح ..
    والدليل نسبة المطرودين من التعليم ..وقبلها اغلب الأسر لا تربي أبناءها التربية الإسلامية الصحيحة..
    وبالتالي لا نجني من الشوك العنب..

  • Abdelmalek

    Hotel 5 étoiles une bibliothèque une salle de classe le couffin chaque jour la visite rapprochée le médecin le dentiste le psychologue l éducateur spécialisée pour les activités culturelles et comme cerise sur le bateau la grâce présidentielle Comment voulez que les truands les dealers et les bâtards ne reviennent pas chez eux dans leur prison après avoir porté atteinte à la société Un régime carcéral fait sur mesure par les bandits pour les bandits Entre bandits on se comprend ente amis

  • بدون اسم

    جميع الجرائم سببها المخدرات التي انتشرت بشكل رهيب هناك من يريد ضرب ابنائنا ربي وكيلهم

  • بدون اسم

    يدخل الى السجن بسبب اقترافه لجريمة ربما فعلها من دون قصد يخرج من السجن مجرم محترف .

  • بدون اسم

    القانون في الجزائر يطبق فقط على الضعفاء هناك مجرمون و الكل يعرفهم لاكن لا احد يقترب منهم نريد العدالة.

  • جزائرية

    الذي يقرا تعليقتكم يظنكم لا تعيشون في الجزائر واش من عقاب و إجرام واش من سجن انهم مسجونون و هم خارج السجن المسبوق قضائيا يبقى طول حياته مسبوق ماديا او معنويا يا شعب يشرطه رفقا بهم ماذا بعد السجن لا عمل الرجل يبقى رجل بدون مصروف واش رياحين تنتظروا ربي يهديكم وكأن جواكم من الفضاء انهم ابناء مجتمعكم واش كاين في الجزائر شكون راه يدخل السجن ولاد الشعب الفقير هذا يكل في هذا وين راه ادماج وفروا عمل بعد السجن ماشي بعد رد الاعتبار بعد 05 سنوات شيء طبيعي وين يروح اما بطاقة خ و او س عدلية.

  • بدون اسم

    "عرف المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة تنام واسع للعمليات الإجرامية، من طرف أفراد وجماعات احترفت تعكير صفو المواطنين، بدليل الأرقام التي تكشف عنها الجهات الرسمية والأمنية، بخصوص وقوع جرائم قتل بشعة، واعتداءات متفاوتة الخطورة، ما يجعل هذه الظاهرة تهدد كيان المجتمع الجزائري .."... و يعود السبب في عدم اعتبار مثل هذه الجرائم إرهابا... فلو يتم محاكمة هؤلاء المجرمين على أساس أنهم إرهابيون؟ و تسليط أقصى عقوبة في حقهم؟ أما غير ذلك فإن الظاهرة سترتفع و تكون السبب في انهيار المجتمع و الدولة معا؟؟

  • جديد التشريع

    - طرح سياسة جديدة للقضاء على التضخم الجنائي تعتمد ..مبدأ الرضائية والتصالح بين الاطراف ودعم الوساطة من جهات جوارية للتحكيم
    مشاركة المجتمع المدني في حل نزاعات / التفعيل والدعم لتشريعات ادارة السجون بما يساهم في خلق اطر قانونية جديدة تساعد طلبات نظر الافراج متعدد الحالات / حصر عقوبة القاصر على الغرامة بالتضامن مع الاولياء دون اعتقال/ اسقاط الفعل الجزائي بمناسبة الوظيفة على الموظف والطبيب واعوان القضاء.بتوسيع دائرة المسؤولية التقصيرية في الجانب المدني .

  • moha

    السجن في وقتنا هدا اصبح hotel 5 نجوم ملي ولاو يحلفو في الناس قدام الجوج و انا شخصيا نحكي مع واحد وليد حومة على في كل دائرة سجن وااااااااش قالي ....... قالي لمزية باش يوصلني المطلوع سخون ............ ولكم التعليق

  • مواطن

    - الغاء السجن وتغيره بالغرامة افضل للخزينة .
    في سرقة او اختلاس او مخدرات او رشوة او تزوير اونصب .
    من 20 الى 100مليون ...حسب دخل الفرد .......مع حق تعويض الضرر
    المدني ادا وجد .
    وتكيف كلها جنح ليمكن الاستئناف فيها .

  • بدون اسم

    يجب نشر أسمائهم و صورهمم و تشديد العقوبة بمراجعة قانون العقوبات و إلغاء العفو الرئاسي و إجبار كل المساجين بدفع تكاليف مدة سجنهم.

  • مرزاق

    لو انه فرض على المحكوم عليهم بتسديد غرامات مالية حسب درجة ثراء الجاني لما وصل مجتمعنا الى هذا الحد , لان الجيب اصبح مثل الشرف

  • صاحب التّعليق

    حلّ واحد ..القصاص،كما أمر الربّ سبحانه وتعالى..بلا هوادة ولا رحمة ..للفضّ من الظّاهرة قطعياََ

  • بدون اسم

    البركة في سي قسنطيني اللي سخر نفسه لخدمة الاجرام و المجرمين.....

  • Momo

    Abatohom enahou el halfa tu va voire as que il va ponsser a agressie moi je dit que il faut taper ford car cest un grand problem

  • Mohamed BAB EL-OUED

    إذا كانت الأحكام مشددة و السجن مع الأشغال الشاقة .عندها إذا أراد أي شخص القيام يأي جريمة عليه التفكير في العواقب .أما أن تكون الأحكام مخففة فليس هناك رادع للمجرمين