-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعدما شتتها الحراك وبعثر أوراقها

العائلات السياسية تعود إلى مواقعها تحسبا للاستحقاقات المقبلة

محمد مسلم
  • 2145
  • 6
العائلات السياسية تعود إلى مواقعها تحسبا للاستحقاقات المقبلة
ح.م

بدأت معالم الخارطة السياسية للمرحلة المقبلة ترتسم في الأفق، وبدأت معها معالم تموقع الأطراف المكونة للعائلات السياسية تحسبا للاستحقاقات المقبلة، والتي باتت على الأبواب، وعلى رأسها تعديل الدستور، الذي يعتبر قاطرة الإصلاحات التي دعا إليها الرئيس عبد المجيد تبون.

معالم هذا التشكل تمظهرت من خلال الحركية السياسية التي سجلت خلال الأسبوعين الأخيرين، بداية بما عرف بـ”مبادرة قوى الإصلاح”، التي ضمت أحزابا ومنظمات وجمعيات، وقد تسلم منها الرئيس تبون مشروعها السياسي، في مشهد غير مسبوق في التقاليد السياسية، على الأقل خلال السنوات القليلة الماضية.

كما شكلت العريضة التي وقعتها قائمة موسعة من الأحزاب والجمعيات، للتنديد باتفاقية التطبيع بين الإمارات العربية المتحدة ودولة الكيان الصهيوني، ورفض أحزاب أخرى الانضمام إليها (الأفافاس وحزب العمال)، معلما آخر على طريق التموقعات السياسية قيد التشكل.

يضاف إلى ذلك البيان الذي وقعه حزب جبهة القوى الاشتراكية بمناسبة الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام، والذي جدد فيه أقدم حزب معارض في البلاد تمسكه بمشروعه القديم المتجدد والمتمثل في “إعادة بناء الإجماع الوطني، (الذي) لا يزال هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد. ولن نتوقف عن العمل من أجل تجسيد حوار جامع، بعيدًا عن تحالفات الأجهزة ذات الأهداف الغامضة، للبحث عن حل سياسي وديمقراطي للأزمة متعددة الأبعاد التي نعيشها”.

ويعود هذا المشروع إلى بداية العهدة الرابعة للرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، والتي سببت (العهدة الرابعة) احتقانا سياسيا، أنتج أيضا ما عرف بأرضية مزفران، التي ضمت، كما هو معلوم، غالبية الأحزاب والجمعيات والمنظمات.

الكثير من المراقبين قرؤوا في “مبادرة قوى الإصلاح” والأطراف السياسية المشكلة لها، بداية تبلور تحالف أو تكتل سياسي، قد يلعب الدور الذي كان قد لعبه التكتل الذي تبنى تجسيد برنامج الرئيس السابق، لا سيما أن الأحزاب التي تشكل هذه المبادرة، انخرطت بقوة في مسعى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مثل حركة البناء الوطني التي حل مرشحها، عبد القادر بن قرينة، ثانيا في السباق الرئاسي، وعبد العزيز بلعيد، الذي حل خامسا.

وتتضمن “مبادرة قوى الإصلاح” طرحا سياسيا منفتحا على مشاريع الرئيس تبون، فهي تقترح بنودا للدستور المقبل، وتتبنى رؤية حول الحريات العامة، وأفكار واضحة تتعلق بطبيعة النشاط السياسي، فضلا عن رؤى تتعلق بالاقتصاد الوطني ولا سيما ما تعلق بالوضع الصحي الخاص الذي يعصف بالبلاد.

ويلتقي بيان جبهة القوى الاشتراكية في بعض بنوده مع بعض توجهات حزب العمال، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، لا سيما ما تعلق بالمجلس التأسيسي، الذي سقط من أجندة السلطة لصالح مسعى الانتخابات الرئاسية، في وقت كان الحراك الشعبي في أوجه، وهو ما يؤشر على وجود جسور تلاقي بين هذه الأحزاب، التي تطلق على نفسها “التيار الديمقراطي”.

وبين هذا وذاك، تبقى شريحة واسعة من الأحزاب التي كانت في الضفة الأخرى من المشهد السياسي، تتقدمها كل من حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وبعض الأحزاب الصغيرة، تبحث عن موقع في المرحلة المقبلة، أما حزبا السلطة سابقا، كل من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، فيبدو أنهما لا يزالان خلف المشهد متأثرين بالدور الذي لعباه طيلة العقدين الأخيرين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • maknin

    عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة: «أعاذك الله من إمارة السفهاء» ووصفهم بأنهم: «أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، فمن صدَّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يُعنهم على ظلمهم فهم مني وأنا منهم وسيردون على حوضي»

  • elgarib

    فاقد الشيئ لا يعطيه

  • نمام

    مشكلتنا اليوم أن الحراك لم يححد الفكرة ولا نعلم قيادة خوفا من الاختراق ولكن من يعبر عن متطلباته وقيمه النظامية هناك فوضى وربما طبيعي لان اي ثورة تسودها الفوضى و ان كان الحراك بعيدا عن الثورة وهذا ما ادى الى تسلل جماعات و افراد ليسوا من معدنه وما عبر عنها بعض القادة هجهولو الهوية الاحزاب القديمة على الساحة لا تستطيع ملا الفراغ والزمن تجاوزها وابتعد الاسلاميون نراهم يتسلقون وهم مختلفون في الرؤية وان كانوا من رحم واحد وتيارات محافظة الحراك جاء اوانه ولادته مستقبل والعصر وسائط علم وهنا نقف ما الحل لا بد من مسار معلوم ومصب معين فلنتحاور بدءا من واقعنا ولا نخشى اختلافنا وتنوعنا ملزمين بالتعايش

  • ثرثارين

    الرد على التعليق 2 abouhichame
    الاحزاب و الحزيبات والجمعيات والعصابة هاذو راهم من الشعب ....خرجوا منكم
    يعني لازم الشعب هو اللي يتنحا قاع ويخرج من الجزائر ويجي شعب اخر ماشي فاسد وغشاش وسراق ويحب العمل ويتقنه ... هكذا ممكن صح تتسقم لبلاد

  • abouhichame

    شعار يتنحاو قاع يشمل ايضا الجميع بما فيهم الاحزاب و الحزيبات والجمعيات للتذكير فقط

  • HOCINE HECHAICHI

    هناك خطة "إنعاش" إذن هناك "غيبوبة"
    العلاجات الكلاسيكية لن تكون مجدية

    لا مفر من "علاج الصدمة" :

    حالة طوارئ + اقتصاد حرب