-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعدما شتتها الحراك وبعثر أوراقها

العائلات السياسية تعود إلى مواقعها تحسبا للاستحقاقات المقبلة

محمد مسلم
  • 977
  • 7
العائلات السياسية تعود إلى مواقعها تحسبا للاستحقاقات المقبلة
ح.م

بدأت معالم الخارطة السياسية للمرحلة المقبلة ترتسم في الأفق، وبدأت معها معالم تموقع الأطراف المكونة للعائلات السياسية تحسبا للاستحقاقات المقبلة، والتي باتت على الأبواب، وعلى رأسها تعديل الدستور، الذي يعتبر قاطرة الإصلاحات التي دعا إليها الرئيس عبد المجيد تبون.

معالم هذا التشكل تمظهرت من خلال الحركية السياسية التي سجلت خلال الأسبوعين الأخيرين، بداية بما عرف بـ “مبادرة قوى الإصلاح”، التي ضمت أحزابا ومنظمات وجمعيات، وقد تسلم منها الرئيس تبون مشروعها السياسي، في مشهد غير مسبوق في التقاليد السياسية، على الأقل خلال السنوات القليلة الماضية.

كما شكلت العريضة التي وقعتها قائمة موسعة من الأحزاب والجمعيات، للتنديد باتفاقية التطبيع بين الأمارات العربية المتحدة ودولة الكيان الصهيوني، ورفض أحزاب أخرى الانضمام إليها (الأفافاس وحزب العمال)، معلما آخر على طريق التموقعات السياسية قيد التشكل.

يضاف إلى ذلك البيان الذي وقعه حزب جبهة القوى الإشتراكية بمناسبة الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام، والذي جدد فيه أقدم حزب معارض في البلاد تمسكه مشروعه القديم المتجدد والمتمثل في “إعادة بناء الإجماع الوطني، (الذي) لا يزال هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد. ولن نتوقف عن العمل من أجل تجسيد حوار جامع، بعيدًا عن تحالفات الأجهزة ذات الأهداف الغامضة، للبحث عن حل سياسي وديمقراطي للأزمة متعددة الأبعاد التي نعيشها.”

ويعود هذا المشروع يعود إلى بداية العهدة الرابعة للرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، والتي تسببت (العهدة الرابعة) احتقانا سياسيا، أنتج أيضا ما عرف بأرضية مزفران، التي ضمت، كما هو معلوم، غالبية الأحزاب والجمعيات والمنظمات.

الكثير من المراقبين قرأوا في “مبادرة قوى الإصلاح” والأطراف السياسية المشكلة لها، بداية تبلور تحالف أو تكتل سياسي، قد يلعب الدور الذي كان قد لعبه التكتل الذي تبنى تجسيد برنامج الرئيس السابق، لا سيما وأن الأحزاب التي تشكل هذه المبادرة، انخرطت بقوة في مسعى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مثل حركة البناء الوطني التي حل مرشحها، عبد القادر بن قرينة، ثانيا في السباق الرئاسي، وعبد العزيز بلعيد، الذي حل خامسا.

وتتضمن “مبادرة قوى الإصلاح” طرحا سياسيا منفتحا على مشاريع الرئيس تبون، فهي تقترح بنودا للدستور المقبل، وتتبنى رؤية حول الحريات العامة، وأفكار واضحة تتعلق بطبيعة النشاط السياسي، فضلا عن رؤى تتعلق بالاقتصاد الوطني ولا سيما ما تعلق بالوضع الصحي الخاص الذي يعصف بالبلاد.

ويلتقي بيان جبهة القوى الاشتراكية في بعض بنوده مع بعض توجهات حزب العمال، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، لا سيما ما تعلق بالمجلس التأسيسي، الذي سقط من أجندة السلطة لصالح مسعى الانتخابات الرئاسية، في وقت كان الحراك الشعبي في أوجه، وهو ما يؤشر على وجود جسور تلاقي بين هذه الأحزاب، التي تطلق على نفسها “التيار الديمقراطي”.

وبين هذا وذاك، تبقى شريحة واسعة من الأحزاب التي كانت في الضفة الأخرى من المشهد السياسي، تتقدمها كل من حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وبعض الأحزاب الصغيرة، تبحث عن موقع في المرحلة المقبلة، أما حزبي السلطة سابقا، كل من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، فيبدو أنهما لا يزال خلف المشهد متأثران بالدور الذي لعباه طيلة العقدين الأخيرين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • نمام

    كل ما يجري من تغيير لا قيمة له اال عندما يسمس المشاركة الفعلية في القرار من قبل الراي العام ما عدا ذلك تكتيك متحكم فيه وهذا نهج دام منذ عقود كل الاحتجاجات مورس القرار الاخير من اليد الخامسة فدعمت النخبة التي ترعاها هذه القوى اي مبادرة الصلاح تريد اخذ تصيب الوصاية على الحراك الذي يرفع شعار التغيير وقوى جديدة وهذه معركة قد تمس مصالح طبقات في الساحة قادرة على التضحية بالزوائد والدفاع عن مكاسبها ولذا فالحرية و الديمقرطية المرادة المطالبة بالحرية السياسية التي تعترض على الاستخدام الاحتكاري اللثروة من قبل النخبة مهما كان انتماؤها لا قرار الا بالمشاركة الفعلية بتاخاذ القرار المهدد بالحاجة الامنية

  • abdellah

    العيلات السرقين تعود لمكنتها لجلب متبقة من اصحبهم العصابه

  • مجرد راي

    معليش الافلان والراندو غير يريحو في البون.
    رايحين نديرو جزائر بلا شيته .... نقيه أوتوماتيك.

  • ملاحظ

    رجعنا للمسرحيات في عهد النظام السابق حول تعديل الدستور المجهول الذي صيغ في الخفاء لصالح الاقلية ويتكرر اليوم
    احزاب سياسية انتهازية من اجل مصلحتها فقط التي شاركت في التمرير الدستور الحالي عبر البرلمان
    الاقلية التي تفرض رايها علی اغلبية غير مقبول لان هي من صيغت الدستور الحالي علی مقاسها وحكمت البلاد لمفردها طيلة 20 سنة من الحكم البوتفليقي بتطبيل من تلك الاحزاب الصالونات وكرتون

  • علي

    سامطين كل الشعب الجزائري يكرههم مع ذلك مستمرون فأن لم تستحي فاصنع ما شئت

  • عميروش

    الجزائر حرّرها الجميع(إسلاميون ووطنيون وشيوعيون..) وبالضرورة بناؤها سيتم من الجميع(إسلاميون وطنيون ديمقراطيون،علمانيون..) فلا أحد له الحق في عزل أو إبعاد الآخر بأيّة حجّة كانت.. لأنّ ذلك يدخل في إطار المزايدات فقط. لماذا لا نكون مثل الدّول الراقية التي يحترم فيها القانون ويسود فيها الحوار البنّاء بين مختلف التيارات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.ولنا في رسول الله (ص) أسوة . لمّا تمّت إعادة بناء الكعبة كاد الصراع والقتال أن يندلع بين قبائل قريش، فكل قبيلة تريد أن يكون لها الفضل في وضح الحجر الأسود في مكانه.وبحكته (ص) وضع رداءا ووضع الحجر في الرداء بعدها كل ممثِّل قبيلة ساهم في رفع الحجر.

  • جمهورية الجهل المقدس

    عائلات سياسية كانت تصفق للعصابة قبل 22 فيفري . . أحزاب سياسية كان مؤسسيها في الأفلان والراندو الى وقت قريب . عائلات سياسية لا يجمع بينها الا مساندة عهدات فخامته منذ 1999 . عائلات سياسية في غرف مكيفة لا تمتلك الجرأة للخروج للعلن ومخاطبة الجزائريين . عائلات سياسية لم تكن معارضة أبدا بل كانت مساندة للعصابة أو مهادنة لها في أحسن الظروف . أحزاب سياسية طالبت فخامته للترشح للهعدة الخامسة علنية . عائلات سياسية ترعرعت بين أحضان النظام منذ عشرات السنين : أي عائلات سياسية دائما مع الأقوى - مات الملك .عاش الملك