العرب “يرضون” على الإساءة!

وجدت نفسي أترأس اجتماع قمة للدول العربية ـ الإسلامية بعد الحملات الفاجرة على الإسلام والمسلمين في فرنسا ـ اليهود! ورحت أفتح الجلسة بلغتي العربية الخشبية: “فضحت” الجلسة! وإليكم “اللكمة” آآه.. الكلمة”!. أول من بدأ كان أمير دولة خليجية الذي راح يتكلم بلغة لا هي عربية ولا عبرية ولا هندية: نحنا.. جايين اليوم.. ميشان نرد على الهجمة البربرية على “شارلي شابلين” (فصححت له من أعلى المنصة: “شارلي إيبدو”! فلم يصحح واستمر يهدر): هذه الحملة المسيئة للإسلام، علينا أن نضع حدا لها.. (ولم يقل هذه الحملة من الرسوم المسيئة للإسلام! بدا له أن الإرهاب هو الوحيد المسيء للإسلام وأن الكاريكاتير محسن للإسلام!). قاطعه البعض: “نحن بربر عربنا الإسلام..! فرد عليهم: ونحن عرب بربرنا الإسلام! كنا مليح قبل الإسلام!.. وقت الجاهلية! قاطعته من فوق المنصة: “أنت يا شيخ.. اقرأ ما كتبته ولا ترتجل ماعندناش الوقت..”.

أكمل الرجل “دفيشه” وبدأ الثاني، وكان من نفس الصنف: “نحن نندد بالإرهاب ومع حرية التعبير، ولكن بشرط ألا تمس الحكام وخاصة الأمراء والملوك.. أما رؤساء الدول، فلا يهم، لأنهم رؤساء مؤقتون. أما الملك فهو يملك الأمة والبلاد والشعب، والملكية لا تزول بزوال الملك“، قامت فوضى في المجلس ورحت أسكت المتدخلين وأسكت هذا الرجل: “يا جلالة الملك.. يا دلالة الملك.. يا.. ما نيش عارف كيفاش نسميك: قل لنا ماذا تقترح باختصار، قال لي: نحن نقترح أن نمنع بقانون أممي أن يرسم النبي محمد أو أي رسول أو ملك أو أمير بطريقة ساخرة أو حتى بدون سخرية! قلت له: معنى هذا أن شرط ذلك أن يكون الملك والأمير في نفس الصفة مع الأنبياء والرسل؟ قال لي: لم أقل هذا، قلت: الملوك والأمراء والنبي محمد وباقي الرسل، ولم أقل باقي الأنبياء.. لأن الأنبياء كثيرون والرسل والملوك قليلون.. لهذا لابد من احترامهم وتقديسهم، قلت له: معنى هذا أن الملك والأمير خير من الأنبياء؟ قال لي: لم أقل هذا وإنما أن نشترط أنه إذا مرر قانون أممي لمنع سب الأديان والرسل والأنبياء، فلا بد من إدخال الملوك والأمراء معهم، لأنهم “أولي الأمر منهم“.

قامت فوضى من جديد واحتج الرؤساء وتدخل ممثل الرئيس الجزائري نيابة عن كل الرؤساء: واش تحسبوا رواحكم ملوكا فوق الأنبياء والرسل؟ وخير منا نحن رؤساء الجمهورية؟ أحنا رئيسنا خير من ألف ملك وأحسن من ربعة آلاف أمير! (قريب يقول: “خير من عشرين نبي ورسول“.. غير ما خرجتلهش!)..

وتقوم فوضى ويبدأ العراك بين رئيس العراق والبحرين.. وبين جيبوتي والصومال، والجزائر والمغرب، وتونس وليبيا، ومصر والجميع.. وأترك المنصة وأدخل المعترك، لأحصل على نصيبي من الضرب.

وأفيق وأنا “مدقق” كأني كنت فعلا حاضرا في اجتماع قمة الجامعة العربية.