الشروق العربي
إلهام مختار حرم السفير المصري في الجزائر للشروق العربي:

العلاقات الجزائرية المصرية اليوم في أعلى مستوياتها

ليلى مصلوب
  • 2735
  • 17
ح.م
حرم السفير المصري بالجزائر ،إلهام مختار

سيدة هادئة وراقية تمثل الدبلوماسية المصرية  بالجزائر إلى جانب زوجها السفير أبو عيش، استطاعت بنشاطها الثقافي والإنساني ان تحتل مكانة في قلوب الجزائريين، حيث ربطتها صداقات قوية، وأعطت حركية لرابطة زوجات الدبلوماسيين فأحدثت طفرة في العمل الخيري والإنساني في الجزائر.

تم اختياركم رئيسة لجمعية زوجات السفراءوالدبلوماسيين في الجزائر، ماهي الأدوار التي تقومون بها في هذه الجمعية؟

جمعية زوجات الدبلوماسيين موجودة في الجزائر منذ 20 عاما،وتضم زوجات الدبلوماسيين المتواجدين على التراب الجزائري، من الاأمم المتحدة والاتحاد الافريقي،وهي مشاركة للزوجات فقط، نشاطها خيري، ينصب على الأمومة والطفولة، بدأ نشاطي اول سنتين فاختاروني  رئيسة للجمعية، حيث نقوم بأكثر من فاعلية منها الغداء الدولي تقدم فيه السفارات الأكل التقليدي، كونه نوعا من انواع الثقافة ويحمي الهوية، وحصيلة الفعالية تذهب إلى العمل الخيري والجمعيات الخيرية.

البازار الدولي ايضا هو عرض للصناعات التقليدية للحرفيين الجزائريين بالتعاون مع السفارات،قمنا به هذا العام في دار الأوبرا الجزائرية ولأول مرة يحدث على هذا المستوى الذي حققناه بمشاركة 250 حرفي والسفارات، وحقق نتائج كبيرة، ولأول مرة يحضر معنا وزير الثقافة ووزير السياحة ووزيرة البيئة، وحصيلة الفعالية ذهبت إلى 7 جمعيات خيرية منها جمعيات مرضى السرطان، مرضى التوحد،مرضى حساسية الشمس او ما يسمى”اطفال القمر” ومرضى العيون، حيث اقتنينا أجهزة طبية لجراحة العيون لفائدة سكان الجنوب، وأيضا تمكنا من  مساعدة بنات معوقات في اقتناء اجهزة حياكة وماكينات خياطة.

عمل الجمعية ايضا،تنظيم زيارة للمتاحف، ونظمنا  رحلة إلى مصر لمدة 10 ايام بين الأقصر، القاهرة وأسوان والغردقة، وكانت فضاء ايجابيا،اضافة إلى الأنشطة الثقافية التي تخدم زوجات الدبلوماسيين ليكون لديهن نشاط اجتماعي في الدولة.

أي العلاقات أقوى بين البلدين السياسة،أم الثقافة؟

لا.. لا، انا لا اريد التحدث عن السياسة…ترد مبتسمة.

دعيني أعيد صياغة السؤال..منذ وجودك بالجزائر لمسنا دورا كبيرا من زوجة السفير في المجال الثقافي والفني والإنساني يوازي دور السفير او يغطي على العلاقات السياسية، مارأيك؟

نعم، الحمد لله  “لازم تقولي هذا الكلام لسعادة السفير” ..ارى ان الثقافة جسر كبير وقوي في العلاقات بين الشعوب بكل اشكالها وروافدها، منذ وصولنا إلى الجزائر وحتى اليوم كل العلاقات تدخل في الإطار الثقافي والفني والأدبي.

مثلا علاقة الأدباء والشعراء بدور النشر المصرية والجزائرية قوية وواضحة وملموسة،بدأت بمصر ضيف شرف لصالون الجزائر الدولي للكتاب سنة 2016، بعدها تم اختيار الجزائر ضيف شرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ايضا زيارة الشاعر هشام الجخ للجزائر لأكثر من ولاية، وكان حضوره طاغيا وشعبيته كبيرة،ايضا زيارة الشاعر جمال بخيت،كان له دور على هامش صالون الكتاب.

اما السينما، فمهرجان وهران للفيلم العربي كانت احدى دوراته باسم الفنانة فاتن حمامة،والفنان الراحل عمر الشريف، فبالإضافة إلى عرض الأفلام،مشاركة فنانين مصريين ونقاد في لجان التحكيم.

في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ايضا حرصت السفارة المصرية اضافة إلى مشاركة فنانين من مصر، مشاركة الفرقة المصرية للموسيقى العربية أم كلثوم التابعة لدار الأوبرا، وحرصنا ايضا على مشاركة فنانات مقيمات بالجزائر.

فلا يمر الوقت إلا ويكثف النشاط الثقافي بين البلدين، فالثقافة هي خير سفير.

وهل تصلح ما أفسدته السياسة؟

تبتسم قائلة “والكرة”…فعلا، وهو ما أسعدني بمجرد وصولي إلى الجزائر ان اصدقائي الجزائريين يقولون لي ان ثقافتهم إما مصرية او فرنسية، فهم يتابعون المسلسلات والأفلام ومتأثرون بالثقافة المصرية، لأن اللغة والفن والموسيقي تثير في النفس  ايجابية وتوطد الصداقة، واستطيع ان اقول لك اليوم العلاقات المصرية الجزائرية في قمتها ولم تعرف استقرارا ونجاحا كالذي تعرفه في هذه المرحلة بسبب التبادل الثقافي.

رتبتم زيارة المجاهدة الرمز والمناضلة جميلة بوحيرد إلى مصر، كيف تمت الزيارة، وما هي كواليسها؟

تربطني علاقة صداقة بالمجاهدة الرمز جميلة بوحيرد، فهي رمز النضال عرفها المصريون اكثر بالفيلم السينمائي للمخرج يوسف شاهين وبطولة الفنانة ماجدة،فوجهت لها دعوة من إدارة مهرجان أسوان لفيلم المرأة، وإطلاق اسمها على الدورة كان تكريما للجزائر وللشعب الجزائري،فالتكريم أقل ما يمكن ان نقدمه لها، حرصت مع سعادة السفير بمجرد قبولها الدعوة ان نكرمها هنا في دار الإقامة واطلاعها على برنامج الزيارة، وإذا  كانت ترغب في زيارة بعض الأماكن المعينة في مصر،فهي الزيارة الثانية لها، حيث كرمها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مصر قبل 50 سنة.

انطلقت الرحلة من مطار هواري بومدين على متن طائرة مصر للطيران أحد رعاة التظاهرة وبمجرد اعلان طاقم الطائرة بأن جميلة بوحيرد على متن الرحلة كانت مفاجأة لكل المسافرين الذين سارعوا بالترحيب بها والتقاط الصور معها وكانت عيونها مليئة بالدموع من شدة الفرح.

حرصنا على تكريمها في القاهرة قبل مهرجان أسوان بالتنسيق مع مايا مصري، رئيسة المجلس القومي للمرأة، حيث كرمها معالي وزير الخارجية، ورئيسة المنظمة العربية للمرأة ميرفت تلاوي، ووزير العدل السابق وقد أسعدها ذلك كثيرا.

في كواليس الزيارة اكتشفت تواضع السيدة بوحيرد وقوة شخصيتها وحنانها، وقد جمعها لقاء مع الدكتورة هدى عبد الناصر نجلة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وكانت مفاجأة بالنسبة لها، لأن اول زيارة جمعتها بهدى كانت قبل 50 سنة، وكانت هدى لا تزال طفلة صغيرة…

كيف هي أجواء رمضان في مصر؟

اسمحيلي ان اكون متحيزة وأقول بالنسبة لي “رمضان هو مصر”، فبهجة الشوارع والاستعدادات قبل شهرين تزدان بالفوانيس والأضواء والألوان،فرغم التكنولوجيا والعولمة، لا زلنا في مصر نحافظ على الفانوس ومدفع الإفطار والمسحراتي، وخاصة الفانوس هو احتفال مصري وتقليد خاص برمضان في كل مصر، وأذكر انه قبل سنتين بدأ الفانوس الصيني يدخل إلى مصر فقرر الرئيس عبد الفتاح السيسي منع استيراده  حفاظا على هويتنا وموروثنا الثقافي،وأنا مثلا عندي فانوس احتفظ به منذ سنوات وآخذه معي إلى كل مكان في العالم.كذلك الأكل في مصر خلال شهر رمضان خاص جدا تميزه اطباق الخشاف وقمر الدين والكنافة والقطايف.

فرمضان في مصر له رائحة خاصة، يختلط فيه الجو الروحاني والعبادة  بنوع من الاحتفالية والبهجة.

أجمل ذكرى تحتفظين بها عن الجزائر؟

كثير… لكن استقبالنا من طرف الجزائريين لدى  وصولنا كانت مفاجأة أحسست بحب حقيقي يجمع الشعبين،فالمصريون والجزائريون شعبان اكبر من ان يفرقهما “ماتش كرة قدم”،كذلك زيارتي ايضا لمتحف الشهيد كانت مفاجأة واكتشافا بالنسبة لي،سأذكر الجزائر بكل حب وخير، خاصة كرم الضيافة.

كلمة أخيرة؟

اقول لك ان العلاقات المصرية الجزائرية اليوم هي في أعلى مستوياتها على كل الأصعدة.

وأريد ان اضيف شيئا ان اطلاق  اسم الفنان محمد فوزي، ملحن النشيد الوطني قسما على معهد الموسيقى تكريم من نوع أخر،واذكر انني بمجرد زيارتي إلى متحف الشهيد، طلبت نسخة كاملة من قصيدة قسما للشاعر الكبير مفدي زكرياء، وهو نشيد اكثر من رائع، عندما سمعته لأول مرة بكيت… هنيئا لكم به.

مقالات ذات صلة