جواهر

العلماء أو الأطباء

ح.م

إنقاذ نفس تائهة من النار، أهم من إنقاذ مريض من وباء، وذلك بالمقارنة بين الحياة العاجلة والحياة الباقية، فالطبيب يعالج مريض البدن والعالم يعالج مريض الروح، الطبيب يصلح القلب الفاسد، والعالم يزكي القلب المريض، الطبيب يحذرنا من الأطعمة الفاسدة والعالم يحذرنا من الأفكار المفسدة.

لذلك فدور العلماء أهم من دور الأطباء، فدور العلماء يعطيك سعادة أبدية، ودور الأطباء يعطيك سعادة مؤقتة، وفضل العلماء على الأطباء كفضل الآخرة على العاجلة.

وبالقياس على ذلك فإن الذي ينشر الضلالات التي ترمي الناس في النار أشد جرما من الذي ينشر الأمراض والفيروسات.

قال تعالى {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} والحصب الوقود والحطب، فأن تنقذ شخصا من النار أن لا يكون حطبا يحترق هو عمل إنساني عظيم، وهو أكبر نعمة من الله بها علينا ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم الذي وجدنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا منها، قال تعالى { واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها}.

المجتمع إذا فقد الأطباء تنتشر فيه الأمراض أما إذا فقد العلماء فتنتشر فيه الضلالات التي تهبط بالإنسان من أحسن تقويم إلى أن يصير أضل من الأنعام، قال خالق الإنسان { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين} وقال { ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون }.

كي تصل إلى هذه النتيجة تحتاج إلى تفعيل خاصية الإيمان باليوم الآخر، فحين تدخل حياة أخرى في المعادلة تتضح لك الصورة.

مقالات ذات صلة