-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العيب فينا

الشروق أونلاين
  • 2546
  • 0
العيب فينا

قبل أيام دعت شخصيات سياسية في الحكومة والجمعيات المدنية، سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر إلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية

 ورد السفير الأمريكي بأن: “اللقاءات التي تجريها السفارة الأمريكية مع الأحزاب والمنظمات وممثلي المجتمع المدني، هي لقاءات عادية تدخل في إطار التقاليد الديبلوماسية في العالم”. ويتطرق أعضاء السفارة الأمريكية، حسب البيان الذي وقعه السيد روبرت فورد، خلال هذه اللقاءات إلى: “المسائل ذات المصلحة المشتركة مثل الديمقراطية والتعددية السياسية وحقوق الإنسان..”.

هذه الممارسات لم تستسغها أوساط حكومية وغير حكومية وعبرت عن امتعاضها من استمرارها، في الوقت الذي رأت فيه أوساط إعلامية أن التدخل في شؤوننا الداخلية بات واضحا من طرف الدولتين المتنافستين على مناطق النفوذ في إفريقيا، أي الولايات المتحدة وفرنسا…

ففرنسا تعتقد أن لها الحق في كيفية تسيير مستعمراتها القديمة والاستفادة من خيراتها وثرواتها بطريقة جديدة تكرس عقلية ما يسمى بالاستعمار الجديد، بينما ترى أمريكا أن أوروبا ومن خلالها فرنسا قد فشلت في تسيير العالم، وعليها أن تستلم هي مفاتيح التسيير من الدول المستعمرة قديما، ومن ثَم وضع إستراتيجية جديدة للهيمنة على هذه المستعمرات، خاصة في إفريقيا، وما زيارة الرئيس الأمريكي السيد بوش ومحاولته وضع ميكانيزمات عسكرية تتمثل في إنشاء قوة عسكرية أمريكية بالاشتراك مع الدول الأفريقية إلا دليلا على ذلك.

وعليه، فإذا كانت أمريكا قد وضعت مخططا استراتيجيا لمراقبة افريقيا وتدعيم تواجدها في الشرق الوسط وآسيا، فكيف لا تربط نشاطها العسكري بنشاط ديبلوماسي وسياسي، خاصة وأن خطاب سعادة سفير الولايات المتحدة بالجزائر يأتي في هذا الإطار، أي البحث عن تطوير الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان والتنمية الشاملة.

والسؤال المطروح هو: ماذا تقول هذه القوافل التي تزور السفارة الأمريكية لسعادة السفير، وهل الذنب ذنبه أم الذنب ذنبنا نحن الذين نذهب لنلتقي بمسؤولين في السفارة الأمريكية والفرنسية، فلا يمكن أن نلوم الذين يخدمون مصالح بلدانهم بكل نظام؟ إذن العيب فينا وليس في غيرنا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!