الجزائر
بعضهم تداول فيديوهات تفضح سقي الفواكه والخضر بمياه الصرف

الفايسبوكيون يعلقون بمنشورات ساخرة على عودة الكوليرا

زهيرة مجراب
  • 4277
  • 10
أرشيف

أثار نبأ عودة الكوليرا وانتشارها في بعض الولايات سخرية شباب مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، الذين لم يهضموا عودة أحد أشهر أمراض الفقر المنقرضة التي يقترن اسمها بفترات الحروب، وبالرغم من خطورة المرض القاتل إلا أنهم راحوا يعبرون عن سخريتهم من الأوضاع الراهنة وموجة الأمراض المتلاحقة بمنشورات مضحكة مبكية.
ألقى خبر انتشار مرض الكوليرا وحصده أرواح المواطنين بظلاله على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد عاشت هذه الأخيرة حالة استنفار قصوى وطوارئ، نظرا إلى الخطورة الكبيرة لهذا المرض، حيث تصدر “هاشتاغ” الكوليرا الترند في “تويتر”، وخلاله جرى تداول المعلومات حول المرض وأسباب انتشاره وسبل الوقاية منه والتصدي له، وأفصح المتفاعلون عن مخاوفهم الكبيرة منه فذكر اسمه فقط كفيل ببث الذعر والرعب، كما جرى تداول حقائق حول المرض وتاريخه.
وحمل شباب “الفايسبوك” السلطات مسؤولية عودة الكوليرا، فقد عمدوا إلى نشر مقاطع فيديو تظهر طريقة سقي الخضر والفواكه بمياه الصرف الصحي القذرة، وهو ما يسبب المرض حيث تم تداول فيديو حول طريقة سقي البطيخ والدلاع في إحدى الولايات باستعمال مياه ممزوجة بالصرف الصحي ما يؤدي حتما إلى المرض، وفيديو آخر لسقي أشجار البرتقال بالمياه القذرة في ولاية بومرداس… وغيرها العشرات من الفيديوهات التي تثبت أن عودة الكوليرا هي نتيجة لغياب استراتيجية صحية ووقائية، ويتوجب على السلطات التحرك لمراقبة نشاطات الفلاحين وأعمالهم تفاديا لكوارث صحية أخرى.
ولأن صدمة مرض منقرض لها أثرها البالغ، حاولت فئة أخرى التعبير عنها بشيء من السخرية، حيث انتشرت تعليقات يقول أصحابها: “هناك نوعان من الكوليرا كوليرا المرض وكوليرا العبد”، في إشارة إلى بعض الأشخاص الذين يكون فتك تصرفاتهم أشد من المرض. وهناك فئة أخرى راحت تتحدث عن رواية الحب في زمن الكوليرا زاعمين أنهم على وشك العثور على الحب الحقيقي، فأول مؤشراته هو ظهور الكوليرا وبعده سيصل الحب. كما تداول منشور: “في الجزائر يا تموت بالعين، يا تموت بالماء تاع العين”، فالخطر هو ذاته، وهناك من راح يطرح تساؤلا حول كيفية قتل شخص في الجزائر دون الدخول إلى السجن، فالحل في غاية البساطة وهو منحه كوبا من ماء الحنفية أو شراء بطيخة حمراء “دلاعة” له، بينما راح مجموعة من الشباب يطالبون عائلاتهم بتزويجهم من خلال منشور تهديدي: “يا تزوجوني يا نشرب الماء تاع العين”. وقدم آخرون ثلاث خطوات بسيطة للوقاية من داء الكوليرا وهي كالتالي: غسل اليدين ثم حمل جواز السفر وبعدها الطيران إلى أقرب دولة من الضفة الأخرى للمتوسط، وهي الحلول التي تجاوب معها الكثير من الفايسبوكيين، خصوصا فكرة الهجرة إلى ليبيا التي ترزح تحت وطأة الحرب غير أنها خالية من الكوليرا على حسب تعليقاتهم، ولم يفوت شباب العالم الافتراضي المناسبة لينصحوا بعضهم بإهداء كوب من مياه الحنفية لزوجاتهم أو حمواتهم حتى ينعموا بسلام بعدما تحول هذا الأخير إلى مرادف للمرض والموت في معتقدهم.

مقالات ذات صلة