الجزائر
حضور رمزي للعربية ولا وجود للأمازيغية

الفرنسية تهيمن على مواقع الوزارات على الأنترنت!

الشروق أونلاين
  • 7293
  • 0
ح. م

في وقت كثُر فيه الحديث عن استعمال اللغة العربية والجدل حول العامية، ارتأت “الشروق” تصفح بعض المواقع الإلكترونية الرسمية لوزارات ومؤسسات اقتصادية جزائرية ومواقع بعض الهيئات الرسمية، للإطّلاع على اللغة المستعملة، وللبحث عن مكان اللغة العربية في هذه المواقع، في خضمّ هيمنة اللغة الفرنسية حديثا وكتابة على خطاب المسؤولين والاقتصادييّن الجزائرييّن.

عملية تصفحنا لعدة مواقع إلكترونية رسمية، كشفت لنا هيمنة اللغة العربية على غالبية مواقع الهيئات الرسمية الجزائرية، فمن رئاسة الجمهورية إلى الأمانة العامة للحكومة ومرورا بوزارت الداخلية والشؤون الخارجية، العدل والتجارة، الثقافة ووزارة السكن وتهيئة العمران، البريد وتكنولوجيات الإعلام، وانتهاء بوزارة الشباب والرياضة، إضافة للموقع الرسمي لولاية الجزائر، فجميعها مدونة باللغة العربية مع وجود نسخة مترجمة إلى الفرنسية. ولكن ما تفاجأنا به أن مواقع بعض الوزارات، مدونة كليا باللغة الفرنسية مع غياب كامل للعربية، وهو ما لاحظناه في الموقع الرسمي لوزارة الصناعة والمناجم المكتوب باللغة الفرنسية فقط، وموقع وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، إضافة لموقع وزارة الموارد المائية والبيئة، والأخير كُتب فيه توضيح أن الموقع بنسخته العربية في طور الإنجاز.

والغائب الأكبر عن المواقع الإلكترونية في الجزائر هو اللغة الإنجليزية، فهي مستعملة باحتشام في قلة من المواقع، فمثلا الموقع الرسمي للمديرية العامة الدرك الوطني وإضافة لاستعماله اللغة العربية فهو يوفر نسخة بالفرنسية وأخرى بالإنجليزية، ومثله وزارة الدفاع الوطني، والشؤون الخارجية والأمانة العامة للحكومة، لكن الإنجليزية حاضرة بقوة في المواقع الرسمية لمؤسسات اقتصادية جزائرية لأهميتها في التواصل مع الأجانب، على غرار الموقع الإلكتروني للمؤسسة النفطية سوناطراك، والذي يستعمل أيضا اللغة العربية والفرنسية، أما مؤسسة الخطوط الجوية الجزائرية فارتأت مخاطبة المُطّلعين على موقعها باللغة الإنجليزية والفرنسية مع غياب كلي للعربية، أما مؤسّسة نفطال فتستعمل اللغة الفرنسية فقط.

ويبقى أحسن موقع يستعمل أكثر من لغة حسب ما لاحظناه، هو الموقع الرسمي للمجلس الشعبي الوطني، والذي يستعمل اللغات الثلاث: عربية ـ فرنسية ـ انجليزية إضافة للغة الأمازيغية والتي تعتبر الغائب الأكبر عن الساحة الإلكترونية الجزائرية.

وبعيدا عن استعمال اللغات وتنويعها، يبقى مضمون المواقع الإلكترونية للمؤسسات الرسمية الجزائرية التي اطلعنا عليها، بعيدا جدا عن اهتمام المواطن الجزائري وحتى عن رجال الإعلام الباحثين عن المعلومة، بسبب شح الأخبار وعدم تحيينها، فـ95 بالمائة من المواقع التي تصفحناها كانت أخبارها قديمة، لدرجة أن البعض لا يزال يعرض أخبارا حدثت في 2014، إذا استثنيا بعض المواقع النشطة على غرار موقع وزارة التربية الوطنية ووزارات أخرى تعد على أصابع اليد الواحدة. ومواقع أخرى هي في طور الصيانة والتحديث طول السنة ويستحيل الاطلاع عليها.

مقالات ذات صلة