العالم
اتفاق "السلام" الإماراتي الإسرائيلي

الفلسطينيون يرفضون التطبيع وأبو ظبي تبرر موقفها

الشروق أونلاين
  • 7337
  • 33
أ ف ب
متظاهر فلسطيني يرفع علامة النصر خلال تظاهرة شارك فيها الآلاف في مدينة غزة يوم 1 جويلية 2020 رفضاً لمخطط الضم الإسرائيلي

أعلن الفلسطينيون رفضهم القاطع لتطبيع العلاقات رسمياً بين دولة الإمارات العربية المتحدة والاحتلال الإسرائيلي (الكيان الصهيوني)، والذي كشف عنه، الخميس، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي وقت سابق الخميس، ذكر بيان مشترك صدر عن الدول الثلاث، إن ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد “اتفقوا على التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل والإمارات”.

وفيما لم يصدر رد رسمي من القيادة الفلسطينية، حيال الأمر، لكن قادة كبار في منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة التحرير الوطني (فتح) التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، أعلنوا رفضهم للاتفاق، كما نددت فصائل فلسطينية بارزة، كحركتي المقاومة الإسلامية (حماس)، والجهاد الإسلامي، بالاتفاق.

وتعقيباً على الاتفاق قالت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على حسابها في تويتر: “تمت مكافأة إسرائيل على عدم التصريح علانية بما كانت تفعله بفلسطين بشكل غير قانوني ومستمر منذ بداية الاحتلال، وكشفت الإمارات عن تعاملاتها السرية من خلال التطبيع مع إسرائيل”.

وأضافت مخاطبة محمد بن زايد (ولي عهد أبو ظبي)، الحاكم الفعلي لدولة الإمارات: “من فضلك لا تفعل لنا معروفاً، نحن لسنا ورقة تين لأحد”. وأضافت “ربما لم تعاني أبداً من تعرض بلدك للسرقة؛ ولم تشعر أبداً بألم العيش في الأسر تحت الاحتلال؛ لم تشهد أبداً هدم منزلك أو قتل أحبائك. ولم يتم بيعك أبداً من قبل +أصدقائك+”.

أما عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، فقال إن اتفاق الإمارات مع “إسرائيل”، هو “تخلٍ منها عن الواجب القومي والديني والإنساني تجاه القضية الفلسطينية”.

وأضاف زكي لوكالة الأناضول للأنباء، إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي “رهان خاسر وتبعية مطلقة لأعداء أمتنا العربية”. وتابع زكي “ما كنت أتمنى لعربي أن يسقط في هذا المستنقع”، في إشارة للتطبيع مع “إسرائيل”.

بدورها، اعتبرت حركة حماس، الاتفاق بأنه “طعنة غادرة لتضحيات شعبنا الفلسطيني”. وقال عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم الحركة: “الاتفاقية تمثل تجاهلاً لمعاناة شعبنا الفلسطيني وتطوراً خطيراً في وتيرة التطبيع”.

وشدد على أن “الاتفاقية لن تمنح أي شرعية للاحتلال الصهيوني على أرضنا الفلسطينية”، لافتاً إلى أن “استمرار التطبيع بهذه الوتيرة يشجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم ضد أبناء شعبنا الفلسطيني”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأناضول.

وفي ذات السياق، وصفت “حركة الجهاد الإسلامي”، تطبيع الإمارات مع “إسرائيل” بأنه “استسلام وخنوع”. وقال داود شهاب، الناطق باسم الحركة: “التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي هو استسلام وخنوع، ولن يغير من حقائق الصراع شيئاً بل سيجعل الاحتلال أكثر إرهاباً”.

وأضاف “نشجب وندين بشدة هذا الاتفاق الذي أعلن عنه بين الإمارات وإسرائيل، ونعتبره شرعنة للاحتلال وإنقاذ لحكومته من مأزقها وأزماتها”، مشيراً إلى أن “هذا الاتفاق خروج عن الإجماع القومي وثوابت الأمة”، حسب الأناضول.

وقالت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية (عضو في منظمة التحرير)، إن الاتفاق هو “تطبيق لصفقة القرن (الأمريكية) التصفوية وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني”. أما جبهة النضال الشعبي الفلسطيني (عضو في منظمة التحرير)، فاعتبرت أن إعلان الاتفاق التطبيعي بمثابة طعنه للقضية الفلسطينية وللحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، مضيفة أنه “خروج فاضح عن الإجماع العربي، وضرب بعرض الحائط لمبادرة السلام العربية التي تم إقرارها بقمة بيروت في العام 2002”.

تبرير إماراتي

قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، مساء الخميس، إن قرار بلاده تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” جاء “للحفاظ على فرص حل الدولتين”.

وقال قرقاش، في سلسلة تغريدات عبر تويتر، إن “الإمارات وبمبادرة شجاعة توظف قرارها المباشرة بالعلاقات الاعتيادية (تطبيع العلاقات) مع إسرائيل للمحافظة على فرص حل الدولتين”.

ودعا إلى استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشدداً على التزام بلاده بـ”العمل مع الأصدقاء لإحلال الأمن ولضمان استقرار المنطقة”.

وأضاف: “نسعى اليوم أن يكون تجميد إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية فرصة جديدة لإحياء السلام”.

وتابع الوزير الإماراتي: “تجميد إسرائيل لقرار ضم الأراضي الفلسطينية مكسب كبير وإنجاز لصالح مستقبل المنطقة وشعوبها والعالم”.

إعلان ترامب

وفي وقت سابق الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن توصل الإمارات و”إسرائيل” لاتفاق سلام واصفاً إياه بـ”التاريخي”.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر: “تقدم هائل اليوم، اتفاق سلام تاريخي بين صديقينا العظيمين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة”. وبعد ذلك تحدث ترامب للصحفيين في البيت الأبيض عن الاتفاق وأشاد به.

والاتفاق، الذي سيُعرف باتفاق أبراهام (إبراهيم)، يمنح ترامب إنجازاً في السياسة الخارجية في وقت يسعى فيه لإعادة انتخابه رئيساً في تصويت يجرى في الثالث من نوفمبر.

بدوره، وصف رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو في تغريدة عبر تويتر، إعلان ترامب عن اتفاقية سلام بين تل أبيب وأبو ظبي بأنه “يوم تاريخي”.

وأكدت وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، أنباء التوصل للاتفاق قائلة، إن الإمارات و”إسرائيل” اتفقتا على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولاً إلى علاقات ثنائية.

وفي بيان منفصل، شدد ولي عهد أبو ظبي على أن الاتفاق سيوقف ضم مزيد من الأراضي الفلسطينية التي قالت “إسرائيل”، إنها كانت تنتظر ضوءاً أخضر من واشنطن لإعلان بسط سيادتها عليها.

وبذلك تكون الإمارات الدولة العربية الثالثة التي توقع اتفاق سلام مع الاحتلال الإسرائيلي بعد مصر (عام 1979) والأردن (عام 1994).

ويأتي الإعلان عن اتفاق السلام بين تل أبيب وأبو ظبي بعد تصريح نتنياهو ومسؤولين آخرين في أكثر من مناسبة بوجود تقارب مع الإمارات، ومع دول عربية وإسلامية أخرى.

كما زادت وتيرة التطبيع، خلال الفترة الأخيرة، بأشكال متعددة بين الكيان الصهيوني والعرب، عبر مشاركات إسرائيلية في أنشطة رياضية وثقافية واقتصادية تقيمها دول عربية، بينها الإمارات.

مقالات ذات صلة