-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الفيبينج يستفحل بمدارسنا.. تلاميذ يتعاطون السجائر الإلكترونية

ليلى حفيظ
  • 892
  • 0
الفيبينج يستفحل بمدارسنا.. تلاميذ يتعاطون السجائر الإلكترونية

لطالما تم الترويج للسجائر الإلكترونية، كبديل صحي وآمن للسجائر التقليدية، على اعتبار أنها وسيلة فعالة ومساعدة للإقلاع عن تدخين التبغ. لكن، مع مرور السنين، اتضح أنها لم تكن سوى كذبة انخدعنا بها جميعا. فهي وزيادة على كونها لا تساعد على الإقلاع عن التدخين، فإنها قد تكون مُحرضة على الإقبال عليه، خاصة من طرف المراهقين وتلاميذ المدارس، الذين انتشرت بينهم بصفة مثيرة للقلق، ليس في العالم فقط، وإنما حتى ببلادنا كذلك.

جيل التدخين الإلكتروني

السيجارة الإلكترونية، هي جهاز يعمل ببطارية الليثيوم، التي تحتوي على خزان مملوء بسوائل من النيكوتين والمنكهات الاصطناعية ومواد كيماوية أخرى. وتستخدم الحرارة لتسخين السائل وتحويله إلى بخار يمكن استنشاقه. ولقد تم تصنيعها وترويجها في البداية كبديل لتدخين التبغ عند البالغين. ولم يكن رائجا تعاطيها بين المراهقين في بدايات تسويقها، عكس ما صار عليه الوضع في الأعوام الأخيرة. فلقد انتشر واستفحل تعاطي المراهقين وتلاميذ المدارس عبر العالم للسجائر الإلكترونية vaping)) إلى درجة ظهور مصطلح جديد في هذا الشأن، وهو جيل التدخين الإلكتروني (generation vape).. فقد أكد الدكتور رودريجر كريش، مدير تعزيز الصحة لدى منظمة الصحة العالمية أن: “السجائر الإلكترونية تستهدف الأطفال، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين. وتعرض عليهم ما لا يقل عن 16000 نكهة. وتستخدم بعض هذه المنتجات شخصيات كرتونية، لها تصاميم تجذب جيل الشباب. وهناك زيادة مقلقة في تعاطي السجائر الإلكترونية في أوساط الأطفال والمراهقين. فالأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 13 و15 عاما، يتعاطون السجائر الإلكترونية، بنسب أعلى من البالغين في جميع أقاليم المنظمة.”

تلاميذ يتعاطون السجائر الإلكترونية.. بالأقسام ودورات المياه

وفي بلادنا، يبدو أن الأمر لا يختلف عما هو حادث في العالم. والظاهر، أن المراهقين عندنا وتلاميذ المدارس يسيرون على نفس النهج. بدليل صرخة أطلقها أستاذ اجتماعيات، معروف جدا على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر فيديو أكد فيه الانتشار الكبير والمخيف لتدخين تلاميذ المتوسطات للسجائر الإلكترونية. وحذر الأولياء من ذلك، ودعاهم إلى مراقبة أولادهم. وحث الأسرة التربوية على تكثيف الجهود قصد التصدي لذلك.

وهو نفس الأمر، الذي تؤكده السيدة حورية، مديرة إكمالية بالعاصمة، حيث تقول: “كثيرا ما صرنا نضبط تلاميذ في سن 13 سنة فأكثر، في دورات المياه أو حتى الأقسام والساحة، وهم يدخنون السجائر الإلكترونية، الأمر الذي يضطرنا إلى استدعاء أوليائهم، واتخاذ الإجراءات اللازمة.”

الممارسة العيادية تؤكد انتشار الفيبينج

ورغم عدم وجود احصائيات دقيقة في بلادنا حول هذه الظاهرة، إلا أن الممارسة العيادية، كما يؤكد الدكتور محمد الأمين دراوي، مختص نفسي عيادي للراشدين والمراهقين بالدرارية بالعاصمة: “لاحظنا أن الفيبينج منتشر عند المراهقين، بنسب متفاوتة بين مناطق الوطن. وتتعدد أسباب ذلك، ما بين غياب الرقابة الأبوية، وانعدام التربية الإيجابية والتواصل والاستقرار النفسي داخل الأسرة، إضافة إلى الفراغ ومجموعة الأقران ووسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين والمتمدرسين، الذين لديهم قابلية كبيرة للتأثر لعدم اكتمال نضجهم العقلي.”

أما عن أضرار الفيبينج على صحة المراهقين، فيؤكد الدكتور دراوي، الممارس بالإقامة الجامعية عمار بوراوي بالحراش، أن: “الدراسات أثبتت ضررا كبيرا للتدخين الإلكتروني على النفس والعقل، بدليل ما كشفته دراسة قادتها جمعية القلب الأمريكية، أن الفيبينج يزيد أعراض الاكتئاب والقلق لدى المراهقين والشباب، بنسبة 60 بالمئة، إضافة إلى معاناتهم من مخاوف عميقة ونوبات هلع وقلق ومشاكل وظيفية عقلية، زيادة على التعلق المرضي بالسجائر الإلكترونية أو ما يسمى بالإدمان”.

الفيبينج يُحرض على إدمان الماريخوانا

كشفت دراسات علمية عديدة أن الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية، يكونون أكثر عرضة خمس مرات لتجريب التبغ وتعاطي السجائر التقليدية. وقال الباحثون إن انتشار السجائر الإلكترونية أدى إلى خلق جيل جديد من المدخنين، وإن التأثير كان أكبر بين الأطفال دون سن 18 سنة. والأخطر من كل ذلك، ما نشرته المجلة الطبية jamapediatrics من أن أغلب المراهقين الذين يدخنون السجائر الإلكترونية، يدخنون الماريخوانا. وقال الدكتور نيكولاس تشادي، الباحث في طب إدمان الأطفال: “إن المراهقين لديهم دماغ مازال يتطور ويتغير. وعندما يتعرض دماغ صغير لمادة مدمنة مثل النيكوتين، فإنه يميل إلى البحث عن ضجة كبيرة ومثيرة. وهكذا، تصبح مواد أخرى مثل الماريخوانا أكثر جاذبية”.

نعم للحظر..

رغم تأكيد الأستاذ محمد الأمين دراوي أن: “الأسرة هي التي تلعب الدور الأول والأساسي في حماية المراهقين والمتمدرسين من الفيبينج، عبر التواصل الإيجابي والمتابعة الجادة والذكية والاستقرار، مع ملء الفراغ لدى تلك الفئة بالأنشطة الإيجابية كالرياضة والكشافة والمسجد، وتكثيف العمل التوعوي والإعلامي حول ذلك”، إلا أن الأمر يتطلب تدخلا صارما من أجهزة الدولة، لتطويق الظاهرة قبل استفحالها، ولم لا حظر بيع السجائر الإلكترونية، مثلما هي الحال في 34 دولة عبر العالم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!