القافلة… صاحبة الجلالة؟!

ما أثاره النظام الملكي في المغرب من لغط فارغ حال دون لقاء المتضامنين مع غزة والقادمين من بريطانيا مع المساندين لهم في مدينة الدار البيضاء، يجعلنا نعتقد أن بعض فروع النظام العربي الرسمي

• ومن أبرزها المخزن في الرباط، انتقلت من مرحلة الخطأ إلى مرحلة الاعتزاز بالخطأ؟!
• ما هي الفائدة التي يرجوها النظام الملكي من وراء إثارة قضية الصحراء الغربية أثناء استقباله قافلة هدفها التضامن مع غزة، إلا أن تكون الدبلوماسية المغربية التي تعيش مأزقا خطيرا على غرار كل دبلوماسيات الوطن العربي، تعتقد أن القافلة ستمر عبر تندوف وتلتقي البوليزاريو، أو أن قطاع غزة انقلب جغرافيا فأصبح موقعه جنوب المملكة، أي في الصحراء المتنازع على مصيرها، فتداخل الأمر على الإخوة المغاربة، ليظنوا أن القافلة هدفها مساندة الصحراويين لا الغزاويين؟!
• الأمر ليس بمثل هذه السخرية والاعتباطية أكيد، ولكن تصرفات النظام المغربي، وأمثاله من الأنظمة العربية لا تجعلنا نجد لها تفسيرا مقنعا إلا إذا خالطنا بعض عوالم الغرائبية والسلوكات الشاذة، خصوصا بعد ما أصبح المعتلّ في عصرنا يسمى معتدلا، وأضحى المقاوم إرهابيا، والساكت عن الحق شيطانا أليفا؟
• التسهيلات التي منحتها السلطة بالجزائر من أعلى مستوى لحسن ضيافة القادمين في لندن، تناقض تماما ما اقترفه المغاربة من سلوك نحوها، والأمر هنا طبعا لا ينسحب على الشعب الشقيق الذي خرج في مظاهرات مليونية خلال العدوان الهمجي، وفي كثير من المواعيد القومية التضامنية الأخرى، وأظهر أنه ليس أقل وطنية من الآخرين، لكن البلدان تُعرف أيضا بمواقفها الرسمية، والتي تلين وتتصلب وفقا لضغوط شعوبها، خصوصا إذا تعلق الأمر هنا بالمقاومة في غزة، والتي أسقطت كل أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، وانفردت باللقب وحدها؟!