منوعات
أئمة يرجعون الجرائم إلى الانحلال.. المخدرات وتصفية الحسابات ويؤكدون:

القتل تحت تأثير “الجن” لم يثبت وهي ذريعة للهروب من العقاب!

الشروق أونلاين
  • 2824
  • 0
الارشيف

كثر الحديث هذه الأيام عن جرائم القتل التي يرجعها البعض إلى “الجن” المتلبس بالشخص القاتل، وإن كانت الظاهرة ستأخذ منحنى لا يمكن السكوت عنه بمجتمعنا الذي أصبح “يلصق” كل ما هو جريمة بالأعمال الشيطانية والروحانية التي لا يمكن تحديدها ماديا، لزهق أرواح بأساليب مختلفة، وصلت إلى حد الذبح، مثل ما حلّ بالبويرة عندما أقدمت سيدة على قتل ابنتها ثم حادثة الحميز بالعاصمة، وهي الظاهرة التي نفاها قطعا الأئمة، مؤكدين أن مثل هذه الجرائم المقرونة بالجن والشياطين ما هي إلا ذرائع للهروب من العقاب.

قصص غريبة لم نكن نشاهدها أو نسمع بها إلا في أفلام الرعب أو ترويها لنا جداتنا من أساطير الأولين، منها ما تتحدث عن “الغولة” التي أرعبتنا ونحن صغار دون معرفة شكلها أو حجمها، ثم “الجن” الذي لا يزال مفعول رعبه يؤثر على الكبير قبل الصغير، رغم أنه من المخلوقات التي أثبتت لنا الشريعة أنها ضعيفة أمام قوة الإيمان .

 

الاختباء وراء الجن خدعة لا يصدّقها عقل

ولمعرفة رأي الأئمة والمشايخ حول صحة الظاهرة، تقربنا من الأستاذ والإمام بمسجد عمر بن الخطاب ومفتش بمقاطعة حسين داي رشيد بن عطاء الله، الذي أكد أن الاختباء وراء “الجن” في جرائم القتل ما هي إلا ذريعة وحجة ليعذر القاتل من طرف مجتمعه، فالقتل هو القتل والجريمة تبقى جريمة ولو فتحنا باب تلبس الشيطان بالإنس أو الاقتران به ومسه لندخل في متاهات لا نهاية لها، باعتبارها مسألة خلافية حول حقيقة الصراع الذي هناك من ينفي وجوده أصلا وهناك من يقول إنه ثبت بالقران والسنة، وبين هذا وذاك يقول الشيخ إن ظاهرة الإجرام في تصاعد بمجتمعنا بسبب الانحلال الأخلاقي وتأثير الكحول، ففاقد الوعي تحت تأثير المخدرات أو الكحول يمكن أن يقوم بأي عمل، وهنا عاد بنا الإمام إلى تطور المجتمع الذي فقد الكثير من التقاليد والأعراف والأصول بسبب الغزو الذي جرّد المجتمع من كل ما هو أعراف طيبة، حتى وصل بنا المطاف إلى ما نحن عليه اليوم من انعدام الثقة وتفشي الجريمة..

 

الجن ليس له سلطان على الإنسان

 

 من جهته قال المفتش الرئيسي بمديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر، إن “الجن” الذي يقرنه الناس بأفعالهم الإجرامية لا أساس له من الصحة، فالجن ليس له سلطان على الإنسان إلا من اتخذه وليا، مرجعا القتل والجرائم إلى الآفات الاجتماعية والمخدرات المنتشرة بشكل كبير بين مختلف شرائح المجتمع، تجعل من متعاطيها يدخل في حالة غير طبيعية تجره إلى أفعال قبيحة، وأضاف المتحدث أن من أسباب الإجرام كذلك ظهرت مشاكل تصفية الحسابات وابتزاز الأموال دون أن ننسى الهوائيات والمسلسلات التي تعلم أبناءنا العنف والتقليد في السرقة والقتل.

مقالات ذات صلة