العالم
عبر أمس مطار العريش المصري رفقة 40 شخصية دينية من عدة دول

القرضاوي يصل غزة وسط ترحيب حمساوي ومقاطعة عدة فصائل

الشروق أونلاين
  • 19736
  • 121
الأرشيف

وصل، الليلة الماضية، الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس اتحاد العلماء المسلمين، إلى قطاع غزة رفقة وفد كبير يضم أكثر من 40 شخصية من العلماء والدعاة من عدة دول، مصر، وقطر، والسعودية، وسوريا، وأستراليا، وبريطانيا، من بينهم عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السودانى الأسبق ورئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية. وحظي الشيخ القرضاوي بمراسم استقبال رسمية وإجراءات أمنية مشددة، انطلاقا من مطار العريش المصري. كما تردد أن الجيش الإسرائيلي أعلن حالة استنفار قبل زيارة القرضاوى، تحسبا لأى تصعيد على الشريط الحدودى، تخوفا من أي احتكاك بين الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي المتواجدة على الشريط الحدودي”.

غير أن هذه الزيارة التي روج لها كثيرا، وتأتي بعد مواقف للقرضاوي أثارت جدلا وسط الأمة العربية والإسلامية، بالنظر إلى فتاويه المثيرة للجدل خلال السنوات الأخيرة، وخاصة ما تعلق بأحداث ما يسمى بالربيع العربي، ولا سيما انتقاده الشديد للشيخ رمضان البوطي، رحمه الله، ليغتال في مسجده بدمشق، حيث سجل تباين في آراء الفلسطينيين بين معارض ومؤيد للزيارة. وقد انتقل هذا الجدل بكل عفوية إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعرض القرضاوي لانتقادات شديدة.

 

فقد رحب النائب عن حركة حماس، يوسف الشرافي، بزيارة القرضاوي باعتبارها تأتي لكسر الحصار عن قطاع غزة ودعم القضية الفلسطينية. ووصف الشيخ القرضاوي بأنه “عالم كبير، بل هو قمة أعلام الأمة في هذا الزمان “.

وقال الأسير المحرر، رامز الحلبي: “إن قلبونا مفتوحة لكل من يأتي لرفع القضية الفلسطينية ودعم الجهاد ضد العدو الإسرائيلي الوحيد للأمة”، مضيفا: “أهلا وسهلا بمن يأتي موحدا للأمة ورافعا شعار “إن هذه أمتكم أمة واحدة”، دون إثارة النعرات الطائفية والمذهبية”.

واعتبر أن للقرضاوي-  شيخه ومعلمه السابق كما يقول- سقطات قاتلة وعورات فكرية، كشفت أن القرضاوي المجاهد يختلف عن القرضاوي في نهاية عمره، لذلك نحن ننتمي إلى قرضاوي المقاومة والوحدة ومواجهة العدو الرئيسي للأمة المتمثل في الكيان الصهيوني وليس عناوين وهمية أخرى.

 في الجهة المقابلة، عبر وزير الأوقاف في السلطة الفلسطينية برام الله، د. محمود الهباش، عن رفض زيارة القرضاوي، واعتبر أنها غير مرحب بها، لأنها تحمل مغزى سياسيا يعترف بشرعية سلطة حماس في غزة وتعمق الانقسام بشكل كبير. وأضاف أنه من الأولى أن يسحب الفتوى السيئة المخالفة لكل النصوص الشرعية التي أطلقها مؤخرا لتحريم زيارة القدس بحجة أنها تحت الاحتلال، فها هو يدخل غزة بموافقة إسرائيلية”.

بدوره، اعتبر القيادي في حركة فتح، يحيى رباح، أن زيارة القرضاوي سلبية لأنها تأتي ضمن نسق الزيارات المحرضة على استمرار الانقسام والعبث بالوحدة الفلسطينية. واعتبر أن الشيخ القرضاوي “هذه الأيام مأزوم، خاصة بعد أن دعا صراحة إلى التدخل الأمريكي في سوريا، ففاجأته أمريكيا بصفته مفتي الناتو بأن كلفت إسرائيل بالعدوان على سوريا”.

وقال القيادي الفتحاوي: “إن القرضاوي جاء إلى غزة من أجل تلميع صورته من جديد، على غرار الكثير من الزوار الذين يأتون لالتقاط الصور الفوتوغرافية على أشلاء أبنائنا وعلى ركام بيوتنا، ويغادرون غزة دون أن يتغير الحصار والانقسام والاعتداءات الإسرائيلية“.

 وأشار رباح إلى أن القرضاوي كان أحد مفتي الانقسام، حيث بارك الانقسام باعتباره مكسبا للإسلام السياسي والحركة الإسلامية وأن الانقسام هو النموذج الذي يجب أن يقتدى به في العالم العربي والإسلامي. وقدم للانقسام دعاية كبيرة جدا وما زال، وزيارته إلى غزة للتحريض على استمرار الانقسام وجرعة معنوية جديدة له.

وفي ذات السياق، رأى الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، عبد الله الزق، أن الزيارة تأتي في لحظة تمر فيها القضية الفلسطينية في أصعب مراحلها، وهي جر العرب بأكملهم من خلال نتائج هذه الثورات العربية إلى عملية تطبيع كاملة مع إسرائيل، قبل الوصول إلى عملية سلام كاملة.

وهذا ما تجلى في زيارة الوفد العربي إلى أمريكا. واعتبر أن دور القرضاوي خطير جدا فهو ساهم في ما حصل في فلسطين من انقسام، ساهم بقوة عبر الفتاوي، مضيفا: “الزيارة تأتي من أجل دعم المشروع القطري في فلسطين من الزاوية الدينية“.

يذكر أن الجبهة الشعبية نظمت يوم الثلاثاء الماضي مسيرة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على سوريا بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة. ورفع المشاركون صور الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، فيما رفعت صور للقرضاوي عليها إشارة (x)، وقد فرقت شرطة حكومة حماس المسيرة بالقوة واعتقلت مؤقتا صحفيي قناتي الميادين وفلسطين اليوم. 

 

مقالات ذات صلة