-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

القوم‮ ‬الجبارين‮..‬

الشروق أونلاين
  • 1235
  • 0
القوم‮ ‬الجبارين‮..‬

كان يجب أن يمعن الفلسطينيون النظر جيدا في الواقع العراقي وما تفعله الميليشيات المسلحة في بعضها، قبل أن يرفع بعضهم السلاح في وجه البعض الآخر، وكان يجب أن تتعلم الفصائل الفلسطينية مما جرى للجزائريين خلال العشرية الحمراء، قبل أن يسيل بعضهم دماء بعض في الشوارع‮ ‬وفي‮ ‬غرة‮ ‬أيام‮ ‬رمضان‮.. ‬فالذي‮ ‬جرى‭ ‬ويجري‮ ‬في‮ ‬الشارع‮ ‬الفلسطيني‮ ‬هذه‮ ‬الأيام‮ ‬يدعو‮ ‬للأسف‮ ‬والحسرة‮ ‬والألم،‮ ‬كونه‮ ‬إستنساخ‮ ‬غبي‮ ‬لفتن‮ ‬وحروب‮ ‬داخلية‮ ‬أتت‮ ‬على‭ ‬الأخضر‮ ‬واليابس‮ ‬في‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الدول‮.‬
محمد‮ ‬يعقوبي
الرئيس أبو مازن يدعو إلى سحب القوة التنفيذية من الشارع ويحملها بشكل غير مباشر مسؤولية سفك دماء الفلسطينيين، والرئيس هنية لا يجد سوى عبارات التهدئة يواجه بها هذه الأزمة الجارفة، والطرفان يبدو أنهما فقدا بوصلة التعايش التي شكلت أنموذجا رائدا عندما كانت فتح في السلطة وحماس في المعارضة، ولسنا ندري الأسباب الحقيقية وراء هذا الانحدار السياسي والاخلاقي، هل مرده إلى كون حركة فتح قد فقدت “عذريتها” السياسية وتسعى لاسترجاعها بالرصاص ومهما كلفها الأمر، أم مردّ ذلك إلى أن حركة حماس قد لبست بالفعل ثوبا أكبر من حجمها وحملت‮ ‬ثقلا‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬طاقتها،‮ ‬وهي‮ ‬عاجزة‮ ‬على‭ ‬أن‮ ‬تفرض‮ ‬أبوتها‮ ‬على‭ ‬الجميع‮..‬
أن تنزل قوات الأمن الوقائي في زي مدني لتتظاهر وتخرب وتحرق المملكات العامة والخاصة، وهي التي من صلب وظائفها الحفاظ على الأمن العام، معناه أن في الموضوع رائحة مؤامرة تتجاوز قضية الرواتب وقضية التدهور المعيشي للفلسطينيين، فقد استطاع المخربون إستدراج عناصر القوة الذاتية إلى المواجهة المسلحة، ليستطيع الفتحاويون الحديث عن فشل حكومة حماس في جميع الجبهات التي إشتغلت عليها، جبهة الرواتب والخدمات، وجبهة الفلتان الأمني وجبهة المفاوضات مع إسرائيل التي ترفضها حماس فكرة وتفصيلا.. لكن النتيجة جاءت على غير ما يحب الطرفان وربما ضربت مشروعيهما في العمق.. فمشروع المقاومة الذي تتشبث به حماس أصبح محل سؤال كبير في الوسط الفلسطيني الذي لم يعد يتقبل وجود هدنة مع الاسرائيليين، بينما أبناء الشعب الفلسطيني يتقاتلون فيما بينهم، أما مشروع التفاوض الذي يحمل لواءه الفتحاويون فلعله أصبح محل سخرية حتى من الاسرائيليين أنفسهم، إذ كان يفترض أن يلتقي عباس أولمرت مع موقع قوة ويفاوضه على حقوق الشعب الفلسطيني الضائعة، أما والفصائل تقتتل فيما بينها، فعينا عباس ستكونا في الأرض وعينا أولمرت ستكونا في السماء..
كان يجب أن تفكر طويلا جماعة دحلان والرجوب قبل دفعها بالشباب الفلسطيني إلى أتون المواجهة المسلحة، لأن الشعب الفلسطيني بالفعل جبار كما كان يسميه الراحل عرفات، والجبارون دائما جبارين عندما يتحدوا وعندما يقتتلوا..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!