الكاف والماس للإطاحة بالوفاق
صدمة كبيرة أصابت الجمهور الرياضي الجزائري عامة والسطايفي خاصة، بعد القرار “الجائر” الذي اتخذه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بمعاقبة وفاق سطيف، النادي الجزائري الوحيد الذي وصل إلى هذا الدور المتقدم من هذه المنافسة القارية، بحرمانه من لعب نصف نهائي ذهاب من رابطة الأبطال الإفريقية أمام جمهوره ساعات فقط قبل المباراة، وهو قرار أدهش كل متتبعي الكرة ولا يتخذ إلا في الهيئات الإفريقية، التي لا تعطي الوقت الكافي لـ”المظلومين”، حتى للقيام بالطعن لإعادة النظر في القرار، وحتى للتحضير الجيد، كل هذا خدمة للنادي الكونغولي الذي يترأسه ملياردير أرعب القارة الإفريقية بأمواله الطائلة ومناجم الماس التي يملكها، ما يجعل الجميع في إفريقيا يعبد له الطريق للفوز برابطة الأبطال الإفريقية، سواء بتعيين حكام أفارقة على المقاس أو في الكواليس، ممهدين له الجو للظفر بالكأس على حساب فريق سطايفي ذنبه الوحيد أنه أراد أن يسطع نجمه في القارة الإفريقية، لكن ذلك سيكون “مستحيلا” أمام هيمنة لا يستطيع أي واحد أن يوقفها إلا إرادة الله، رغم أن تي بي مازيمبي الكونغولي “كرويا” لا يحتاج إلى أي مساعدة “غير بريئة”، فيكفي أن نقول إن أزيد من 11 لاعبا فيه كانوا منشغلين خلال تواريخ الفيفا الأخيرة بلعب لقاءات دولية مع منتخبات بلادهم، في حين أن وفاق سطيف لا يضم أي لاعب دولي، لكن ذلك يبدو أنه لم يكن كافيا لإدارة فريق كونغولي يسمى “القوي تي بي مازيمبي”.
أعجبتني شجاعة رئيس وفاق سطيف حمّار حين هاجم مسؤولي الكرة في إفريقيا، عندما قال إن هيئة حياتو تريد تحطيم الكرة الجزائرية بسبب قضية إيبوسي، الذي توفي في تيزي وزو بفعل فعل طائش لا تتحمل لا إدارة شبيبة القبائل ولا حتى الوفاق تبعاته، وعبّر عن سخطه كذلك متهما ذات المسؤولين الذين يحاولون تسهيل مهمة الكونغوليين، لكنه وعد بتجهيز فريق من المحاربين حتى في غياب الجمهور السطايفي ولعب مباراة النيف والشرف، وبإمكان أبناء عين الفوارة، وذلك أضعف الإيمان، أن لا يقبلوا الظلم الإفريقي، ومهما تكن نتيجة اللقاء، فإن الجزائر فخورة بالوفاق الذي أسكت بعض المشككين بمدرب شاب ترك بصمته سواء فيالبطولة المحترفة أو حتى في المنافسة الإفريقية.
تعداد الوفاق الذي سيدخل مباراة نصف النهائي أمام تي بي مازيمبي، وفي ذاكرته التاريخ الطويل للكحلة والبيضاء في المنافسة الإفريقية، سواء لما توج الوفاق بالكأس الإفريقية وفي عارضته الفنية المدرب لعريبي، الذي استفادت منه كل أجيال الوفاق وحتى المدرب الشاب خير الدين مضوي، الذي يتمنى أن يسير على نفس منوال المرحوم لعريبي، وحتى اللاعبين الحاليين الذين يتذكرون جيل نهاية الثمانينات، الذي فاز بتلك الكأس في أمسية ثلجية باردة بقيت راسخة في أذهان الرياضيين الجزائريين ولن تمحى حتى ولو أرادت الكاف ذلك، لأن الجزائريين لا يحبون ولا يرضون بـ”الحڤرة”، التي يريد الأفارقة زرعها في فريق عمل بجد ليصل إلى نصف نهائي المنافسة الأكثر شهرة في إفريقيا.
الجمهور السطايفي الذي انتظر على أحر من الجمر لقاء نصف النهائي، يجد نفسه مضطرا للبقاء وراء شاشة التلفاز، وهمه الوحيد هو الانتقام من الاتحاد الإفريقي الذي حرمه من مساندة فريقه، في مقابلة تاريخية، بقرار سيبقى وسمة عار للذين أرادوا القضاء على حلم عمل الجميع في سطيف من أجل تحقيقه.
رسالتي إلى كل طاقم الوفاق أن التاريخ سينصف الفريق مهما طال الزمن، لأن كرة القدم قبل كل شيء أخلاق ونزاهة وليست بالكواليس والأموال.. وعلى الذي سيشارك في كأس العالم للأندية أن يعتمد على المعايير الأولى وليس على المال.