رياضة

“الكاف” وملعب جابوما وقصّة الذّئب وحافظة النّقود!

علي بهلولي
  • 46862
  • 4
ملعب "جابوما" أثناء تظاهرة "كان" 2022

عندما أبدى الناخب الوطني الجزائري جمال بلماضي استياءه من رداءة أرضية ملعب “جابوما”، فالرّجل لم يكن يُبرّر الفشل، بل كان مُحقّا.

أعلنت “الكاف” مساء الأربعاء أن ملعب “جابوما” الذي يقع في مدينة دوالا الكاميرونية، لن يحتضن ما تبقّى من مقابلات كأس أمم إفريقيا 2022.

وكان يُفترض أن يحتضن ملعب “جابوما” مباراة ربع النهائي بين السنيغال وغينيا الاستوائية، سهرة الـ 30 من جانفي الحالي. والمواجهة الأولى من الدور نصف النهائي في الـ 2 من فيفري المقبل.

وبرمج الاتحاد الإفريقي لكرة القدم المقابلتَين المُشار إليهما، بِملعب “أحمد أهيجو” الذي يقع في العاصمة الكاميرونية ياوندي.

واللافت أن “الكاف” تستّرت خلف سبب اتّخاذها هذا القرار، واكتفت في بيانها بِذكر نقل المقابلتَين من ملعب “جابوما” إلى ميدان “أحمد أهيجو”.

ومعلوم أن المنتخب الوطني الجزائري خاض مقابلاته الثلاث في دور المجموعات بِملعب “جابوما”، ذي البساط الطبيعي الرديء.

ولا يُساعد بساط ميدان أمثال هذا النوع من الملاعب المنتخبات التي تعتمد على الكرات القصيرة والأرضية، وتميل إلى الاستعراض الفني، نموذج “محاربي الصحراء”.

ولا يحتاج المرءُ إلى أن يُعاين أرضية ميدان “جابوما” بِارتياد هذه المنشأة الرياضية، ذلك أنه حتى المتفرّج الذوّاق لِرياضة كرة القدم وخلف جهاز التلفزيون، يستطيع ملاحظة اهتراء العشب الطبيعي لِهذا الملعب، وعدم صلاحيته لِاحتضان مقابلات دولية لِأفخم وأكبر منافسة كروية في القارّة السّمراء، وللرياضة أكثر شعبية في العالم.

حال “الكاف” وهي تُعلن عن منع تنظيم مقابلات “كان” 2022 بِملعب “جابوما”، لكن بِاحتشام ودون ذكر السبب. يُشبه موقف صدر عن ذلك الذئب الذي ارتاد سوقا شعبية، والتقط حافظة نقود “مُكتنزة” تُسيل اللّعاب. وبين أن يدسّها في جيبه ويمضي في سبيله، أو يُخبر بها الناس لعلّه يعثر على صاحبها. اهتدى إلى حيلة خبيثة، يربح من خلالها أوراقا مالية ثمينة، ويكسب ودّ الآخرين في الوقت نفسه. فصاح: “يا أيّها الناس، التقطتُ حافظة نقود”! مع الإشارة إلى أنه نطق “يا أيّها الناس” بِصوت جهوري (يُسمع من بعيد)، و”التقطتُ حافظة نقود” بِصوت خافت كأنه يهمس في أذن أحدهم، أو يُشبه دبيب النّمل!

لا يُمكن سوى اللّجوء إلى براري كينيا وتنزانيا، والأشرطة الوثائقية عن الحياة المتوّحشة في الأدغال، وقصص الذئاب والثعالب، لِإقناع مسؤولي “الكاف” أن هيئتهم ليست مؤسسة تجارية أو دار قمار (لاس فيغاس)، وأن المنتخبات الـ 24 المشاركة في البطولة القارية يجب أن تُحظى بِالامتيازات نفسها. ولا نتحدّث عن ثقافة الإتصال في مبنى “الكاف”، وسرعة اتّخاذ القرارات، وإنصاف المُتنافسين، لأن ذلك لن يحدث حتى يشيب الغراب!

مقالات ذات صلة