رياضة
اللغة الإنجليزية والإسبانية هما المسيطرتان حاليا

“الكان” بدأت عربية.. والفرنسية الخاسر الأكبر

الشروق أونلاين
  • 9621
  • 18
ح م

لم تمرّ كان 2015 في غينيا الاستوائية، دون أن تؤكد حرب الثقافات في التظاهرات الرياضية الكبرى، فخلال الندوات الصحفية التي عقدت قبل وبعد كل مباراة، كان مشكل اللغة يطرح نفسه، وبدا بأن اللغة العربية بسبب أبنائها في شمال القارة، قد تراجعت وكادت تنقرض نهائيا، والمشكلة الأكبر أن بعض الفضائيات الجزائرية مثلا، لم تعد تجد حرجا في نقل ما يقوله بعض لاعبي الخضر باللغة الفرنسية، من دون أن تترجم ذلك بلغتها الأولى. يحدث هذا رغم أن كأس أمم إفريقيا بدأت عربية عندما اجتمعت السودان ومصر وإثيوبيا على بعثها عام 1957 فكانت في الدورات الأولى عربية اللسان بالكامل.

  وحتى إثيوبيا سارت على ذات النهج، بل كادت إثيوبيا أن تدخل الجامعة العربية كما فعلت الصومال بعد أن جذبتها لغة القرآن من خلال كأس أمم إفريقيا، ولكن دوام الحال من المحال، وحتى الدورات التي جرت في المغرب العربي منذ عام 1988 سواء في تونس في مناسبتين أم في الجزائر أم في المغرب، لم تنتصر للغة العربية، وفضل منظموها أن يقدموا خدماتهم المجانية للغة الفرنسية وغابت أيضا في إفريقيا اللغات المحلية وخاصة اللغة السواحلية. وفي الدورة الحالية تفوقت كالعادة اللغة الإنجليزية بالرغم من أن البلد الذي يحتضن الدورة يميل إلى اللغتين البرتغالية والإسبانية، وقد حدث جدل كبير في الدورة الحالية، عندما حاول منظمو الندوات الصحفية التركيز على ضرورة أن يتحدث الإعلاميون الجزائريون باللغة الفرنسة، حتى وإن كان اللاعب المعني بالحديث، يتقن العربية كما حدث مع حليش وهلال سوداني، ونصر لغة فولتير تواجد مع  مدرب فرنسي وجد نفسه في أجواء لغوية لا تختلف عن الفرنسية، ولاعبين منهم من يتقن اللغة الفرنسية أحسن من المدرب غوركوف نفسه .

وسافرت الدورات الأخيرة للكان في بلاد كثيرة غير فرانكوفونية مثل أنغولا وجنوب إفريقيا وغينيا الاستوائية، وهذا ما جعل الفرنسية تخسر الكثير من المواقع في الكان، كما فازتبيين سبورتمرة أخرى بصفقة بث المباريات، ولم تقنع التغطية التي تقدمهاكانال بليسواستعانتها بالجزائري يزيد سنجاق، الجزائريين، الذين فضلوا القناة القطرية برغم أسعارها الغالية، حيث يتمكنون من متابعة تحاليل على مدار اليوم ومشاهدة إعادة للكثير من المباريات، ناهيك عن متابعة المباراة بتعليق إعلامي جزائري، وهو ما لا يمكنهم الاستفادة منه، لو ولّوا وجوههم نحو القنوات الفرنسية.

لكن الهزيمة أيضا كانت للعربية ولشمال القارة الذي يضم بلدانا كبيرة من وزن مصر وتونس والمغرب والجزائر وكلها قامات كروية وفاعلة في القارة السمراء، عجزت عن فرض لغتها على بلدان أقل منها شأنا، بدليل أن ثلاثة بلدان إفريقية فقط تنطق البرتغالية ولكنها متفوقة على هذه البلدان الكبرى التي يقال بأن لغتها عربية. 

 

 

 

مقالات ذات صلة