منوعات
منع البيع بالجملة حل لجنة الرخص قلّل من الطوابير

الكتاب الديني مايزال في الصدارة وإقبال كبير على كتب الفقه والفتاوى

الشروق أونلاين
  • 7546
  • 19
يونس أوبعيش

يعود الحديث عن الكتاب الديني في كل طبعة من معرض الجزائر، حيث يحقق الصدارة في المبيعات إلى جانب كتب الطبخ القواميس.

في الطبعة 22 أجمع العارضون الذين تحدثنا إليهم أن الإقبال على الكتاب الديني لم يقل ومايزال في الصدارة ولكن منع البيع بالجملة وحل لجنة الرخص على مستوى وزارة الشؤون الدينية التي كانت مكلفة بمنح تأشيرات دخول الكتب إلى الجزائر وعدم تجديدها منذ سنة قلّل من ظاهرة الطوابير، حيث يؤكد مسؤول جناح المنشورات السعودية أن الإقبال على المعرض قلّ عموما مقارنة بطبعة العام الماضي لكل الكتب وليس الكتاب الديني فقط، وأضاف المتحدث أن ضعف الإقبال لا يعود لانهيار القدرة الشرائية بقدر ما يعود لخلل في الإشهار للمعرض وعدم استعمال خاصة الوسائط الحديثة التي تلقى الرواج في أوساط الناس ومنها يستقون المعلومات أكثر من اعتمادهم على الصحف أو الراديو أو التلفزيون، وأضاف المتحدث أن الأسعار التي تبيع بها الدار تبقى مرتفعة لو أخذنا في الحسبان متغير تردي الوضع الاقتصادي أو انهيار القدرة الشرائية، لكن نجد أن هناك من يقبل على هذه الكتب ويشتريها مما يؤكد أن الكتاب الديني لم يفقد جمهوره في الجزائر.

من جهته، مسؤول جناح دار المعرفة سجل إقبالا عاديا لا يكاد يختلف عن السنوات الماضية على الكتب  الدينية، ويبقى هذا الجمهور متنوعا بين أصحاب التخصص وعامة الناس. “الجزائريون عادة متعاطفون مع الكتب الدينية بمجرد مثلا ما يجد كتابا يتحدث عن النبي يشتريه دون تردد، بينما يبقى  كتب الأصول و الفقه الأكثر طلبا”. 

 

الفقه والفتوى والشروح تضرب بقوة

في جناح مكتبة الرشيد وقفنا على إقبال كبير من طرف الجمهور على الكتب المتنوعة بين الفقه والسيرة والشروح المختلفة، حيث أكد مسؤول الجناح أن كل الفروع تجد من يشتريها، وبينما نحن نعاين الكتب بالجناح، كان أحدهم يتفاوض مع صاحب الدار بشأن موسوعة الونشريسي “المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقية الأندلس والمغرب”، واستقر السعر على 13 ألف دينار وأكد المتحدث أنه كقارئ للكتاب الديني يحضر دائما للبحث عن الكتب ذات الاستناد والمرجعية الصحيحة، لأن أغلب الكتب المسوقة في هذا الشأن هي كتب تجارية تفتقر للهوامش والإسناد المعرفي وبإمكانها أن تشكل خطرا أو تؤدي إلى انحرافات لاحقا، خاصة وأن الجزائريين يقبلون كثيرا على كتب الفقه بسبب تطبيقاتها الاجتماعية التي يحتاجونها في حياتهم اليومية.

 

فرض القيود على الكتاب المستورد فرصة لتسويق المرجعية الجزائرية

فرض قيود على الكتاب المستورد وتعطيل لجنة منح الرخص يشكل فرصة لتسويق الكتاب الجزائري والمغاربي عموما والذي يتماشى مع مرجعيتنا ومذهبنا المحلي حفاظا على الوحدة والانسجام  حسب عدد من القراء التقينا بهم في جناح “الرشيد”، اعتبروا أن منع البيع بالجملة لم يكن قرارا صائبا، لأن هناك من أصحاب المكتبات من يغتنم فرصة المعرض لتزويد مكتبته بما يحتاجه قراؤه خاصة في المدن الداخلية البعيدة عن العاصمة، لأن زيارة المعرض فرصة غير متاحة للجميع.

من جهته، الكتاب الصوفي استطاع أن يصنع “جمهورا” ويحقق الإقبال من طرف القراء، حيث يؤكد مسؤول جناح المكتبة الصوفية أن كتب ابن عربي وعبد القادر لبجاوي تبقى الأكثر طلبا من طرف القراء الذين يبقون في أغلبهم من المتخصصين والباحثين أو من الذين يسعون لاكتشاف وفهم الصوفية.

 

الكتب الحداثية تنافس باحتشام

بعيدا عن الكتب ذات الصبغة الدينية البحتة، نجد فئة أخرى تقارب الدين من منظور حداثي ولكن يبقى الإقبال عليها محصورا من طرف فئة ضيقة وهي فئة الباحثين والجامعيين. في جناح المؤسسة العربية للكتاب، وجدنا أستاذا من جامعة الجزائر يتجول بين الكتب  استوقفه كتاب “الإسلام الليبرالي كتاب مرجعي” لتشارلز كوروزمان، وقال أنه مهتم بالقراءة في مجال الديني، لكن من منظور حداثي “لا يمكن تسيير حياة 2017 بكتب تعود إلى العصور الغابرة، نحن بحاجة  لكتب تقارب الدين من الناحية الفكرية وطرح الأسئلة الجريئة عوض الاكتفاء باجترار الشروحات”. 

في الدار المصرية اللبنانية وقفنا أيضا على كتب “في الإسلام الثقافي” لبن سالم حميش وكتب مبروك عطية مثل “الوسطية في الشرع والإبداع” وكتاب “جلال الدين الرومي بين الصوفية وعلماء الكلام”  لعناية الله إبلاغ، وحسب أحد القراء الذي وجدناه في جناح الدار، قال أنه مهتم بهذا النوع من الكتب، لأنه يحاول أن يقارب وجهات نظر مختلفة حتى يصنع فكرة يقتنع بها، لأنه يبقى أهم شيء ليس اقتناء الكتاب أو حتى قراءته، بل الاستفادة منها تبقى الرهان الأكبر والأهم.

مقالات ذات صلة