رياضة

الكرة.. بين الجزائر وفرنسا

ياسين معلومي
  • 2204
  • 4
ح.م

قرأت الأسبوع الماضي، حوارا للاعب الدولي الفرنسي السابق لوران بلان، كشف فيه عن الأسباب الخفية لتتويج منتخب فرنسا بلقب كأس العالم 2018، الذي قال عنه إنه ليس صدفة كروية كما يراه البعض، بل هو نتيجة عمل قاعدي دام سنوات، حيث أعيد النظر في سياسة التكوين في الأندية الفرنسية التي وصلت إلى حد التشبع باللاعبين، وتصديريهم إلى الخارج، حيث نجد اليوم اللاعب الفرنسي تقريبا في كل البطولات الكبيرة في العالم، من إنجلترا إلى فرنسا وإيطاليا وحتى الصين… الفرنسيون عملوا أيضا على تصدير مدربيهم إلى الخارج، فلا نجد اليوم أي بطولة في العالم لا تضم مدربين من فرنسا، وحتى البطولة الفرنسية ورغم ضعفها إلا أنها تعمل على جلب لاعبين في المستوى قد يتمكنون يوما من الفوز برابطة الأبطال الأوروبية رغم صعوبتها، هدف يعمل قطريو باريس سان جرمان على تحقيقه، وصرفوا لهذا الغرض أموالا طائلة.
أردت من خلال هذه الإطالة لفت الرأي العام الكروي في الجزائر وحتى المسؤولين عن القطاع إلى أن النتائج الإيجابية والألقاب لن تأتي أبدا من المكاتب، وليس بالتصريحات الصحفية مثلما يحلو لصناع القرار إيهام الرأي العام، لكن بالعمل المتواصل والتخطيط، والإرادة التي غابت في السنوات الأخيرة، فعندما تقدم اتحادية كرة القدم على إقالة مدربها الأول وكل طاقمه، وتعجز عن جلب آخر لأسباب لا يعلمها إلا صاحب القرار، وتعجز الأندية عن تكوين لاعبين بإمكانهم الاحتراف في أوروبا، رغم الأموال التي تصرفها الأندية سنويا التي قد تصل إلى ألف مليار سنتيم، وعدم التمكن من إنهاء الأشغال في الملاعب التي بدأت بها الأشغال منذ سنوات، علينا أن نراجع أنفسنا قبل فوات الأوان، ونؤكد للجميع أن ما يقوم به الفرنسيون، جيراننا المتوجون بكأس العالم ليس صدفة، ألا يحق لنا اليوم، أن ندرس مليا ما قام به الفرنسيون للفوز بكأس العالم، لعلنا نجد أجوبة للفوضى التي تسير بها كرتنا، ولعلنا نقتدي بالفرنسيين لتنظيم أنفسنا كرويا قبل الاستحقاقات القادمة، والبداية بتصفيات كأس إفريقيا للأمم واللقاء المنتظر أمام المنتخب الغامبي شهر سبتمبر، رغم أننا من دون مدرب.
ما يحدث في الكرة الجزائرية اليوم حتى قبل بداية الموسم الكروي يجعلنا نطرح أسئلة كثيرة، لم ولن نجد لها جوابا، فكيف بأندية غارقة في الديون تسمح لنفسها بالتحضير خارج الوطن، وتصرف أموالا طائلة بالعملة الصعبة دون أن تتحرك المصالح المختصة لفتح تحقيقات مدققة لذلك، وكيف بنصف الأندية الجزائرية تجلب مدربين من الخارج وبمرتب شهري “كبير جدا” وبالعملة الصعبة، متجاهلين الإطار الجزائري، رغم أن أحسن النتائج الموسم الماضي حققها مدربون جزائريون، فعمراني فاز بالبطولة مع شباب قسنطينة، وشريف الوزاني توج بالكأس مع اتحاد بلعباس، والإطار الأجنبي سجل حضوره فقط في الحصول على أمواله دون تقديم الإضافة إلى الكرة الجزائرية، ومشاكل أخرى يطول الحديث عنها في هذا المقام، لكنها ستظهر مع بداية الموسم الكروي.
عندما سمعت وزير الشباب والرياضة محمد حطاب يتحدث عن تقديم ملف مشترك لاحتضان كأس العالم 2030 مع تونس والمغرب أصبت بالذهول، لأن الجزائر سيدي الوزير لا أظن أنها تستطيع تنظيم حدث بمستوى كأس العالم، فالعقلية الجزائرية بعيدة عن المستوى التنظيمي، اللهم إلا إذا اعتمدت الجزائر على الرجال المناسبين لذلك… يومها أنا متأكد من أن الجزائري ينجح أينما فشل الآخرون.

مقالات ذات صلة