الجزائر
ثلاثية الحراك في أسبوعه الـ 108

“الكلمة للشعب”.. “انتخابات شفافة” و”مكافحة الفساد”

نوارة باشوش
  • 6072
  • 19
ح.م

أصر الآلاف على مواصلة الخروج إلى الشارع  في جمعة التأكيد على ضرورة تحقيق “التغيير”، حيث صدحت الحناجر في العاصمة وأهم ساحات المدن الكبرى، وتوحدت حول شعار طالبوا به منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فيفري من عام 2019، وهو إعادة الكلمة لـ “الشعب” باعتباره هو من يملك الشرعية الكاملة، مصرين على تحقيق مطالبهم ومحاربة الفساد واقتلاعه من جذوره، مع تنظيم انتخابات تشريعية شفافة ونزيهة، بعيدة عن برلمان “الشكارة”.

وكالعادة فقد اكتست الشوارع العاصمة “الحلة الزرقاء” بانتشار عناصر الشرطة ومدرعات مكافحة الشغب في كل حدب وصوب، فيما سدت جميع المنافذ المؤدية إلى وسط “ساحات الحراك” من طرف أصحاب البدلة الخضراء، إلا أن المسيرات انطلقت مباشرة بعد أداء صلاة الجمعة في المساجد، سواء تلك الواقعة في باب الوادي، الجزائر الوسطى، وساحتي الشهداء وأول ماي أو تلك الواقعة في البلديات المجاورة والتي تأتي منها جموع المتظاهرين.

وتمسك المتظاهرون بشعاراتهم المطالبة بضرورة التغيير وإصلاح مخلفات النظام السابق، مع إبعاد كل المسؤولين والرموز المحسوبين على الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، على شاكلة “لن نستسلم “، “الفاسدين إلى الحراش”، مشددين على ضرورة استقلالية القضاء وتحقيق العدل من خلال رفع يافطة كبيرة كتب عليها “الهدف هو انتقال ديمقراطي سلس، يضمن استمرارية للدولة للذهاب إلى دولة المساواة والحريات، دولة العدل والقانون، دولة قوية توفر العيش الكريم لكل مواطنيها.. بكل سلمية بعيدا عن كل أشكال العنف والاشتباك” كما طالبوا بحرية التعبير والصحافة،  مصرين على استمرار حراكهم السلمي و تحرير كل مؤسسات الدولة من دوائر الحكم الفاسد واجتثاث العصابة..  موحدين على صيحة واحدة “إضراب عام لاسترجاع السيادة الوطنية “.

وقد وثق المتظاهرون مطالبهم في لافتات وشعارات عكست آمالهم وتصوراتهم في التغيير وبناء جزائر جديدة قوامها العدل والمساواة، معبرين عن تمسكهم بتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور التي تكرس سيادة الشعب، من خلال اللافتات المرفوعة على غرار “الشعب عازم على مواصلة الحراك حتى تجسيد دولة المؤسسات” و”طبقوا المادتين 7 و 8 و ارجعوا السلطة للشعب”، الذي يعد مصدر كل سلطة، كما ردد الحراكيون عدة شعارات منها “سلمية سلمية إلى غاية تحقيق الأمنية”، “كل جمعة خارجين والعلامات مرفوعين وربي يحفظنا من العين” “أمانة الشهداء أوفياء لها”.

كما أخذ الإعلان عن تنظيم الانتخابات التشريعية يوم 12 جوان المقبل، حصة أسد في مسيرات الجمعة، أين طالب المحتجون بـ “تشريعيات” نزيهة وشفافة والإبتعاد عن تمثيل الشعب عن طريق “الشكارة” أو من يدفع أكثر لاعتلاء القوائم الانتخابية، مما ينجر عنه برلمان ” فاسد” بكل المقاييس، كما أكد بعض المتظاهرين من خلال الشعارات المرفوعة أن الحل في الحوار بين أبناء الشعب الواحد، خاصة وأن جميع المتظاهرين ساروا تحت راية واحدة وهي العلم الوطني.

مقالات ذات صلة