الليكود العربي في حداد.. و”شاؤولات” العرب يعزّون بعضهم البعض!!
في الوقت الذي كان فيه الفلسطينيون يبتهجون فرحا بخبر القبض على الجندي الصهيوني “شاؤوول آمون”، تحرك الليكود العربي “في كل اتجاه” حزينا عبر مواقع الأنترنت والجرائد، بحثا ربما عن عزاء لم يجده، أو مبرر يواسي به نفسه نظير هذا الانتصار الكبير للمقاومة فلم يعثر عليه.. فكتب أحمد الناجي في “المصري اليوم” أن هذا “انتحار وليس انتصار”، دون أن يسأل نفسه: “لمذا يكتب ضد التيار؟”.
في الوقت الذي فضل فيه رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط الفرار من المعركة، وتفادي المواجهة أصلا، حين اختار لمقاله أمس موضوع الحوثيين في اليمن حتى لا يضطر للتعليق على انتصارات المقاومة المتتالية يوما بعد آخر.. أما طرف ثالث، فرفض كل “عروض التراجع” وأبدى تمسكا “رهيبا” بالانتماء لليكود العربي مهما كانت الانتصارات أو الهزائم، حيث كتب خير الله خير الله على موقع “ايلاف” متسائلا: “لمن ستهدي حماس انتصارها في حرب صيف 2014؟ إلى الآن، حقّقت الحركة التي افتعلت الحرب، التي كانت إسرائيل تستعدّ لها منذ فترة طويلة، مجموعة من الأهداف. أحرجت مصر أوّلا. تبدو مصر حاليا، أقلّه ظاهرا، ولمجرد سعيها إلى وقف العدوان الإسرائيلي، في مظهر من يسعى إلى وقف المقاومة والتآمر عليها وعلى غزّة“.. وأضاف خير الله: “تعتقد حماس والذين يقفون خلفها أنّ استمرار حرب غزّة ستكون له انعكاساته على الداخل المصري وسيصبّ ذلك لمصلحة الإخوان المسلمين. من الواضح، أن هذا يعتبر جزءا من حسابات حماس التي يهمّها في الوقت ذاته إحراج السلطة الوطنية الفلسطينية التي لم يعد لديها ما تقوله، خصوصا في ضوء الوحشية الإسرائيلية“.. ما كتبه خير الله خير الله، ردّ عليه الإعلامي المصري وائل قنديل، حين شبه فض غزة بفض رابعة، وكتب يقول: “من شرق القاهرة “رابعة العدوية” إلى شرق غزة “حي الشجاعية” الجرح واحد والدم واحد، فالعقلية التي جهزت ونفذت جريمة العدوان على المعتصمين الرافضين للانقلاب العسكري في مصر، فيما عرف بمذبحة “فض رابعة” 14 أوت من العام الماضي، هي ذاتها العقلية التي تتوهم أنها قادرة على فض غزة الفلسطينية بعد نحو عام على المجزرة المصرية. الفظاعة في القتل أيضا تتشابه من رابعة إلى الشجاعية، إذ تتشارك العمليتان في كونهما جريمتين ضد الإنسانية، تستهدفان إيقاع أكبر قدر من الخسائر في أرواح المدنيين، كي يتحول المتمسكون بعقيدة المقاومة إلى أمثولة لكل من تُسوّل له نفسه الرفض والاحتجاج“.
لكن وبعيدا عن هذا السجال، عبّر الكاتب اللبناني جهاد الخازن في عموده على “الحياة” اللندنية، عن حزنه فقال: “نحن ضيّعنا الأندلس ولم نتعلم الدرس، وضيعنا فلسطين بعدها، وضيعنا مستقبلنا. نحن فعلنا هذا كله. لم يفعله الاستعمار أو الصهيونية. لم يفعله الشرق أو الغرب. لم تفعله أميركا. نحن أول أعداء لأنفسنا..” قبل أن يضيف دون أن يشير بأي تهمة للكيان الصهيوني: “وبعد؟ أما لهذا الليل من آخر؟ هل ننتظر حتى يقتلنا إرهاب خرج من وسطنا، أو نموت قبل ذلك؟ لم يجدوا صليبيين ويهوداً يقتلونهم، فارتدوا على المسلمين ليقتلوهم من أفغانستان وباكستان، إلى العراق وسورية، وحتى ليبيا ومالي والصومال…لا أبحث عن عالم آخر، وإنما أبحث عن وطن. بلاد العرب أوطاني، ولكن لا وطن يحتضن أبناءه“.. كلام لم يقع على هوى غسان شربل في “الحياة” دوما فكتب عن مجزرة الشجاعية: “هذه ليست عملية تأديب. إنها مذبحة كاملة. أخطر ما فيها أن يعتبر بنيامين نتانياهو أن موسم القتل المفتوح في الإقليم يتيح له ارتكابها واستكمالها. الأخطر أيضا أن يعتبر العالم مذبحة غزة مجرد واحدة من المذابح التي يشهدها الشرق الأوسط الرهيب” لكن غشان شربل نسي أن يقول أيضا بأن الأخطر حين ينتشر الليكود العربي بهذا الشكل، فيضبط مشاعره على “أخبار العدو“.. يحزن بحزنه ويفرح لسماع أخبار جرائمه!!