-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المؤامرة‮ ‬والصمت

الشروق أونلاين
  • 1059
  • 0
المؤامرة‮ ‬والصمت

تعيش منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام تحركات سياسية ماراطونية بين أمريكا وإسرائيل والأنظمة العربية الموالية لهما؛ ظاهر هذه التحركات هو معالجة الأزمة الداخلية الفلسطينية وتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل ولكن باطنها هو إتمام إخضاع المنطقة للإرادة الإسرائيلية‮ ‬الأمريكية‮ ‬عبر‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬المخططات‮ ‬والآليات‮ ‬الهادفة‮ ‬إلى‭ ‬شل‮ ‬حركة‮ ‬أي‮ ‬مقاومة‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮.
‬سالم‮ ‬زواوي
فقد اجتمعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليسا رايس بوزراء خارجية أنظمة المنطقة التي أصبحت المعتدلة بقدرة قادر (مصر، الأردن، السعودية والسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس) بالقاهرة التي يبدو أنها في طريق التحوّل إلى عاصمة لتفصيل الشرق الأوسط الجديد على مقاس إسرائيل وأمريكا بعد أن كانت عاصمة للجامعة العربية، وخرج هذا الاجتماع الذي عقد تحت الرقابة اللصيقة للموساد الإسرائيلي بعدّة توصيات وقرارات تحمّل في مجموعها هذه الأنظمة العربية مسؤولية تحقيق ما عجزت أمريكا وإسرائيل عن تحقيقه بواسطة الحرب المباشرة في لبنان والعراق‮ ‬وفلسطين‮.‬
ومن‮ ‬ذلك‮: ‬
ـ إزالة حركة حماس الفلسطينية من الحكومة وتجريدها من سلاحها والقضاء على قادتها، رغم أن تلك الحكومة عادت إليها نتيجة الانتخابات التشريعية الديمقراطية الأخيرة، وإرجاعها إلى عملاء إسرائيل من عناصر حركة فتح وذلك بدعوى إنقاذ الشعب الفلسطيني من الاقتتال الداخلي والحرب الأهلية التي أشعلتها القوى الغربية من خلال الحصار وتجويع الشعب الفلسطيني الذي حرمته إسرائيل حتى من عائدات صادراته من المواد الفلاحية ومن حقوق الخزينة الفلسطينية في الضرائب والحقوق الجمركية، كما حرمته الدول الغربية والعربية من كل المساعدات الدولية العائدة من المنظمات والأمم المتحدة، ثم تأجيج الصراع بين حماس وحركة فتح والذي أدى إلى صدامات دامية بين الطرفين نتيجة الخلاف حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والتظاهر من أجل دفع الأجور المتأخرة التي تعتبر بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس وكانت وسيلة للوصول بالأوضاع إلى عنق الزجاجة، إذ يتساءل المراقبون كيف يدّعي المتظاهرون ضد حماس أنهم موظفون يطالبون بحقوقهم ودفع أجورهم وهم يحملون أسلحة فردية حديثة أمريكية وإسرائيلية ويطلقون النار عشوائيا على المواطنين ويصطادون مناضلي حماس على الخصوص وقد تعقدت الأوضاع خاصة بعد عودة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من واشنطن مشحونا بالإرادة الانقلابية على حماس ولم يعد يحلم سوى بلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، وانكشف عقب الاجتماع المذكور وزيارة وزير الخارجية الأمريكية أول أمس، إلى إسرائيل أن الرئيس الفلسطيني موعود من كل الأطراف بالعودة إلى السلطة‮ ‬بكل‮ ‬الطرق‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬يفسر‮ ‬المطالبات‮ ‬المتهافتة‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬جهة‮ ‬بإجراء‮ ‬انتخابات‮ ‬تشريعية‮ ‬مبكرة؟‮!‬
ـ محاولة تجاوز الهزيمة أو على الأقل الفشل الإسرائيلي في الحرب الأخيرة على لبنان قصد إعادة الاعتبار للدولة العبرية وإخراج المجتمع والحكومة الإسرائيلية، مما أصابهما من ذعر وتصدع تحت ضربات حزب الله، ومن ثم، فإن الإطاحة بحماس الفلسطينية سيكون هو الطريق الجديد إلى محاولة القضاء على حزب الله في لبنان من خلال ما يمكن أن توفره عملية إزاحة حماس وتجريدها من السلاح من ذرائع للحكومة اللبنانية للقيام بالمثل تجاه هذا التنظيم بدعم إسرائيل وأمريكا والأنظمة العربية في المنطقة.
ـ‮ ‬خلق‮ ‬تحالف‮ ‬إقليمي‮ ‬ضد‮ ‬إيران‮ ‬يتشكل‮ ‬من‮ ‬إسرائيل‮ ‬والأنظمة‮ ‬العربية‮ ‬العميلة‮ (‬مصر‮ ‬والسعودية‮ ‬والأردن‮) ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬كشفت‮ ‬عنه‮ ‬الوزيرة‮ ‬الأمريكية‮ ‬ورئيس‮ ‬وزراء‮ ‬إسرائيل‮ ‬صراحة‮ ‬في‮ ‬لقائهما‮ ‬أول‮ ‬أمس‮.‬
وفي مقابل هذه المؤامرة السافرة، تبقى القوى الوطنية العربية متأخرة عن رد الفعل وعن الإعداد لمواجهة هذا المخطط الإنهزامي الجديد، على الرغم من أنها تمثل الأغلبية الساحقة في وسط الشعوب العربية وعلى الرغم من وجود تجربة حزب الله ووصفاته الجاهزة في المقاومة الفعّالة‮ ‬والمنتصرة‮ ‬في‮ ‬نهاية‮ ‬المطاف‮ ‬مهما‮ ‬كانت‮ ‬قوة‮ ‬الأنظمة‮ ‬العربية‮ ‬العميلة‮ ‬وقوة‮ ‬إسرائيل‮ ‬وأمريكا‮!‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!