رياضة

الماتش مبيوع!

جمال لعلامي
  • 2122
  • 7

عودة الناخب الوطني السابق لـ”فضيحة” ما سماه “بيع الماتش”، بأثر رجعي، بعد 8 سنوات من المقابلة التي جمعت المنتخبين الجزائر والمصري بأنغولا، يستدعي التوقف بسلسلة من التساؤلات ورسم علامات الاستفهام والتعجّب، حتى لا “ننرفز” بعضنا البعض: لماذا لم يتكلم “الشيخ” حينها؟ هل النبش في “العظام” مفيد؟ ما الذي جعل المدرّب يعود إلى محطة سابقة بعدما كان هو أحد سائقي الميطرو الذي عبرها بسرعة البرق؟
بغضّ النظر عن الحقيقة، وما حدث هناك، والبائع والمشتري، فإن حالة سعدان ليست شاذة ولا استثنائية، فالكثير من المسؤولين السابقين، ومنهم وزراء وولاة وأميار ومديرون، لا يتكلمون إلاّ بعدما يشيب شعرهم عن آخر شعرة فيه، أو “يتفرطس”، فيخرجون إلى العلن لكشف الستار والمستور و”يا ستار واستر”!
نعم، واجب التحفظ والانتماء إلى الوظيفة والمنصب، يمنع هؤلاء من أقوال وأفعال، إذا هم وقعوا فيها، كان مصيرهم في أحسن الأحوال الإقالة وإنهاء المهام، لكن هل هذا يعطيهم الحقّ إن هم اختاروا الحفاظ على منصبهم وامتيازاته، مقابل الصمت عن “الكبائر” و”الفضائح”، للعودة إلى قصة قديمة أكل عليها الدهر وشرب؟
لا فرق بين “شيخ المدرّبين” ومسؤولين في السياسة والاقتصاد والتربية والثقافة والتاريخ، عندما فجّروا ويفجّرون من حين إلى آخر ما يقولون إنها “حقائق”، ويلجؤون عن قصد أو غير قصد، إلى اتهام وتوريط أسماء وشخصيات وحتى “أصدقاء”، وغالبا من تنتهي عمليات إطلاق النار المكثف والعشوائي بردود ساخنة وتهم لا تقلّ خطورة وتوريطا، من باب التعامل بالمثل، أو واحدة بواحدة، وعشرة بعشرة!
أحيانا، يصدق من قال “خلـّي البير بغطاه”، لأن نزع الغطاء قد يكشف أمورا مريبة، وقد يفتح أبواب الجحيم على هؤلاء وأولئك، وقد ينذر بحملة لتصفية حسابات قديمة، وقد يُرشق أبرياء، ويسقط ضحايا وأضاح في معركة، لا رابح فيها ولا خاسر، طالما أنها معركة على أنقاض أطلال معركة لم يبق منها إلاّ الذكريات والمذكّرات!
صحيح أنه من المفيد للأجيال معرفة حقائق التاريخ، وتأريخ الأحداث بلسان السابقين وأقلام وشهادات واعترافات الأوّلين، لكن، ماذا استفاد المشاهد والقارئ والمؤلف والمؤرّخ، مما قاله البعض مثلا عن “خفايا” الثورة التحريرية، ووفاة الرئيس الراحل هواري بومدين، وأحداث أكتوبر 88، وتوقيف المسار الانتخابي بداية التسعينات، ومسار الخوصصة وقبله تأميم المحروقات؟
حتى إن استفاد البعض من بعض المعلومات المدهشة، إلاّ أن تناطح “الشهود” وتناقضهم، حول الشهادات للأسف في كثير من الحالات، إلى أعواد كبريت لإشعال نار الأحقاد والغلّ والكراهية والانتقام والفتنة!

مقالات ذات صلة