-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المالكي‮.. ‬العميل المزدوج الذي‮ ‬أسقط آخر أقنعة الممانعة الإيرانيّة

سلطان بركاني
  • 3366
  • 0
المالكي‮.. ‬العميل المزدوج الذي‮ ‬أسقط آخر أقنعة الممانعة الإيرانيّة

لدى استقباله رئيس مجلس الوزراء العراقي‮ ‬السابق،‮ ‬بتاريخ‮ ‬18‮ ‬أوت‮ ‬2015م،‮ ‬في‮ ‬طهران،‮ ‬أشاد المرشد الأعلى للثّورة الإيرانيّة،‮ ‬علي‮ ‬خامنئي،‮ ‬بما سماه‮ “‬مواقف المالكي‮ ‬الإسلامية والوطنية ودعمه لخط المقاومة والممانعة‮”‬،‮ ‬وهو التّصريح الذي‮ ‬ربّما لم‮ ‬يأخذ حقه من التّحليل والتأويل،‮ ‬خاصّة وأنّه صادرٌ‮ ‬عن نائب المهديّ‮ ‬الغائب المنتظر،‮ ‬والأب الرّوحي‮ ‬لمحور الممانعة،‮ ‬الذي‮ ‬يفترض أنّه‮ ‬يتخيّر كلماته ويحسب حسابا لكلّ‮ ‬عباراته‮.‬

نوري‮ ‬المالكي،‮ ‬القيادي‮ ‬في‮ ‬حزب الدّعوة الإسلاميّة الذي‮ ‬تبنّته إيران بعد الثّورة وأصبحت الموجّه لسياساته،‮ ‬ووقف أكثر أعضائه إلى جانب الوليّ‮ ‬الفقيه خلال الحرب العراقية الإيرانية،‮ ‬وهو الحزب‮ “‬الإسلاميّ‮ ‬الشيعيّ‮” ‬الذي‮ ‬حظي‮ ‬بإعجاب الإدارة الأمريكية،‮ ‬ووقع الاختيار على قادته لتنفيذ السياسات الأمريكية والإيرانية المتقاطعة والمتناغمة في‮ ‬عراق ما بعد الاحتلال،‮ ‬بعد أن عادوا إلى بغداد على ظهر الدبابة الأمريكيّة،‮ ‬وبلغ‮ ‬بهم الامتنان لأمريكا إلى حدّ‮ ‬جعل إبراهيم الجعفريّ،‮ ‬القيادي‮ ‬في‮ ‬الحزب،‮ ‬يقدّم سيف أمير المؤمنين علي‮ ‬بن أبي‮ ‬طالب‮ ‬‭-‬رضي‮ ‬الله عنه‮- ‬إلى الصّهيونيّ‮ ‬دونالد رامسفيلد،‮ ‬وزير الدّفاع الأمريكيّ،‮ ‬أمّا نوري‮ ‬المالكي‮ ‬فقد مثّل بدوره الخيار الأفضل لوكالة الاستخبارات الأمريكية،‮ ‬التي‮ ‬اقترحت اسمه على إدارة بوش،‮ ‬وتمّ‮ ‬تتويجه لقيادة العراق،‮ ‬فاستهلّ‮ ‬ولايته بالتوقيع على إعدام الرئيس العراقي‮ ‬صدام حسين،‮ ‬وتمّ‮ ‬تنفيذ الإعدام صبيحة عيد الأضحى المبارك،‮ ‬على وقع الهتافات الشّيعية،‮ ‬في‮ ‬رسالة واضحة المعالم من أمريكا وإيران إلى أمّة الإسلام‮.‬

لم‮ ‬يكن المالكي‮ ‬يستحي‮ ‬من كونه عميلا مزدوجا لأمريكا وإيران،‮ ‬وكيف‮ ‬يستحي‮ ‬من ذلك وهو الذي‮ ‬تشرّف باستقبال الرّئيس الإيرانيّ‮ ‬السّابق أحمدي‮ ‬نجّاد في‮ ‬المنطقة الخضراء ببغداد،‮ ‬في‮ ‬مارس‮ ‬2008م،‮ ‬تحت حراسة قوات المارينز الأمريكيّة،‮ ‬واشتهر بصورته وهو‮ ‬يَدفع حذاء منتظر الزّيديّ‮ ‬عن وجه الرّئيس الأمريكيّ‮ ‬جورج بوش في‮ ‬ديسمبر من العام نفسه،‮ ‬في‮ ‬واقعتين تختصران المعنى الحقيقيّ‮ ‬للممانعة التي‮ ‬يمثّل المالكيّ‮ ‬أحد أذرعها؛ من خلال تفانيه في‮ ‬تنفيذ سياسات المحتلّ‮ ‬الأمريكيّ‮ ‬الصليبيّ،‮ ‬وتماهيه في‮ ‬خدمة سياسات إيران الطائفية،‮ ‬عندما أشرف على إنشاء فِرق الموت الشّيعيّة،‮ ‬وأطلق‮ ‬يدها لممارسة التطهير الطائفي‮ ‬في‮ ‬أبشع صوره،‮ ‬وفتح السجون السرية والمسالخ التي‮ ‬كان أغلب نزلائها من أهل السنّة‮.‬

‭‬لم‮ ‬يكن المالكي‮ ‬يستحي‮ ‬من كونه عميلا مزدوجا لأمريكا وإيران،‮ ‬وكيف‮ ‬يستحي‮ ‬من ذلك وهو الذي‮ ‬تشرّف باستقبال الرّئيس الإيرانيّ‮ ‬السّابق أحمدي‮ ‬نجّاد في‮ ‬المنطقة الخضراء ببغداد،‮ ‬في‮ ‬مارس‮ ‬2008م،‮ ‬تحت حراسة قوات المارينز الأمريكيّة،‮ ‬واشتهر بصورته وهو‮ ‬يَدفع حذاء منتظر الزّيديّ‮ ‬عن وجه الرّئيس الأمريكيّ‮ ‬جورج بوش في‮ ‬ديسمبر من العام نفسه‮.‬

ربّما كان بالإمكان تفهّم كون الممانعة الإيرانيّة تقتصر على مقاومة الكيان الصّهيونيّ‮ ‬الغاصب،‮ ‬ولا تقتضي‮ ‬بالضّرورة معاداة أمريكا،‮ ‬الرّاعي‮ ‬الرّسميّ‮ ‬لهذا الكيان،‮ ‬وأنّ‮ ‬شعار‮ “‬الموت لأمريكا‮” ‬الذي‮ ‬قامت بلدية طهران مؤخّرا بطمسه من على جدران السّفارة الأمريكيّة،‮ ‬يحتوي‮ ‬ضمائر مستترة،‮ ‬تقدّرها المصلحة الإيرانيّة؛ كان بالإمكان اعتماد هذا التّأويل،‮ ‬لولا الحقائق التي‮ ‬جرى الحديثُ‮ ‬عنها قبل سنوات وتمّ‮ ‬الكشف عنها مؤخّرا في‮ ‬شكل وثائق تشي‮ ‬بدورٍ‮ ‬غاية في‮ ‬الخطورة والعمالة لعبه المالكي‮ ‬‭-‬الذي‮ ‬قلّده الخامنئي‮ ‬وسام المقاومة والممانعة‮- ‬في‮ ‬تسليم معلومات مهمّة عن العلماء النوويين العراقيين وطُرق الوصول إليهم بغرض تصفيتهم،‮ ‬إلى فرق اغتيالٍ‮ ‬تابعة للموساد الإسرائيلي‮ ‬وإيران؛ هذه الوثائق التي‮ ‬تمّ‮ ‬الكشف عنها بالتّزامن مع بروز تواطؤ إيرانيّ‮ ‬إسرائيليّ‮ ‬بوساطة روسية في‮ ‬سوريا،‮ ‬وبالتزامن مع كشف مركز أبحاث الأمن القومي‮ ‬الإسرائيلي‮ ‬عن رغبة أبداها نتنياهو في‮ ‬توسّط الرّئيس الرّوسيّ‮ ‬بين إسرائيل وإيران لأجل التوصّل إلى قواعد مشتركة،‮ ‬يقتضيها وجود عدوّ‮ ‬مشترك‮ ‬يتمثل في‮ “‬الجماعات الجهادية السنية”؛ هذه الوثائق أسقطت ورقة التوت الأخيرة وأبانت عن حقيقة أنّ‮ ‬الممانعة لا تعني‮ ‬مقاومة الاحتلالين الصّهيونيّ‮ ‬والصّليبيّ،‮ ‬وإنّما تعني‮ ‬ما مارسه المالكيّ‮ ‬على أرض الواقع إبان الاحتلال الأمريكيّ،‮ ‬وما‮ ‬يقوم به الحرس الثوري‮ ‬الإيرانيّ‮ ‬وحزب الله في‮ ‬كلّ‮ ‬من العراق وسوريا؛ بمساعدة عشرات المليشيات الطائفية،‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬يزال المجتمع الدولي‮ ‬بقيادة أمريكا مترددا في‮ ‬تصنيفها ضمن قوائم الجماعات الإرهابيّة؛ هذه القوائم التي‮ ‬يبدو أنّ‮ “‬الشّيطان الأكبر‮” ‬الأمريكيّ‮ ‬يريد لها أن تكون خالية من أيّ‮ ‬جماعة شيعية،‮ ‬خاصّة بعد صدور تقرير وكالة الاستخبارات القومية لعام‮ ‬2015م،‮ ‬والذي‮ ‬أسقط كلا من إيران وحزب الله من قائمة الدول والتنظيمات‮ “‬الإرهابية‮” ‬التي‮ ‬تشكل مصدر خطر على الولايات المتحدة،‮ ‬وكان الرئيس الأمريكيّ‮ ‬باراك أوباما قد استبق هذا التقرير عندما أعرب في‮ ‬ديسمبر‮ ‬2014م،‮ ‬عن أمنيته‮ – ‬التي‮ ‬كشفت عنها صحيفة واشنطن بوست في‮ ‬أفريل‮ ‬2015م‮- ‬في‮ ‬أن‮ ‬يرى إيران‮ “‬قوة إقليمية ناجحة جدا‮”!.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • الشاوي2

    الرهينغا وليبيا و بوكوحرام والفيس ووووووو ايضا ايران والشيعة ومادمتم تعرفون كل هذا لماذا سهل على ايران واسرائيل تهذيبكم وتقتيلكم وتشريدكم وووووو
    آه يا عرب كم انتم سذج واغبياء الكل يمارس فيكم تقنياته لتفتيتكم
    والسؤال الى متى ستبقو هكذا