الشروق العربي
خلدها علي لابوانت في صورة

المجاهدة سامية لخضاري.. واضعة القنابل الرابعة التي نسيها التاريخ

فاروق كداش
  • 5246
  • 6

في أعقاب هجوم بقنبلة، شنه الجيش الفرنسي، في شارع طيبة في القصبة، في 10 أوت 1956، خلف 80 قتيلاً من بينهم أطفال ورضع، قررت جبهة التحرير الوطني الانتقام. تم تجنيد ثلاث واضعات قنابل، اثنتين منهما شهرتهما تجاوزت الحدود.. زهرة الظريف، التي ستلقي بقنبلتها في شريط ميلك في شارع بن مهيدي (إيسلي سابقًا)، وجميلة بوحيرد في قاعة شركة الخطوط الجوية الفرنسية، التي لم تنفجر. والثالثة سامية لخضري المناضلة المجهولة التي تسلط الشروق العربي الضوء عليها بعد تسع سنوات من رحيلها.

من هي سامية لخضاري؟

ولدت عام 1934 في قرية بنطيوس بلدية لمخادمة ببسكرة. وهي المدينة التي يربطها تاريخ طويل مع قصبة الجزائر. وهي من نسل العالم الصوفي الجليل، سيدي عبد الرحمن الأخضري.

درست الحقوق في العاصمة، بعد الإضراب الذي أطلقته جبهة التحرير الوطني في ماي 1956، انضمت إلى صفوف الثوار، وأصبحت فدائية في كوماندوس منطقة الحكم الذاتي في الجزائر، تحت الاسم المستعار نبيلة.

في 30 سبتمبر 1956، دخلت سامية لخضري رفقة والدتها، ماما زهور، الكافيتريا الطلابية في شارع ديدوش (ميشليه سابقًا) في الجزائر العاصمة المقابلة للكليات، متنكرتين في ملابس أوروبية. وقد طلبت سامية من والدتها مرافقتها لإبعاد المتوددين الذين يترددون على مثل هذه الأماكن… طلبتا مشروبًا غازيا ثم وضعت سامية حقيبة الشاطئ التي كانت تحملها تحت كرسيها. ثم انصرفتا مسرعتين. كانت الساعة تشير إلى السادسة وخمس وعشرين دقيقة. بعد 10 دقائق، تنفجر القنبلة اليدوية في نفس الوقت الذي انفجرت فيه القنبلة التي وضعتها زهرة ظريف في ميلك بار، بينما سكتت القنبلة الثالثة.

وحكم على سامية لخضاري بالإعدام غيابيا، مع المجاهدة زهرة الظريف، أثناء محاكمة جميلة بوحيرد وجميلة بوباشا، لكن لن يتم القبض عليهما.

ذاكرة مناضلة

توفيت في جوان 2012 دون أن يكون لخبر وفاتها أي وقع، فقررت رفيقتها في النضال، زهرة الظريف، تأليف كتاب حولها “مذكرات مناضلة في منطقة الحكم الذاتي بالعاصمة”، لاسترجاع ذاكرة كل من اختفوا في صمت، بدءًا من سامية لخضري، التي “ذهبت بعيدًا وهي تعيش في تكتم على حافة قدميها”.

قد لا نسمع عن اسم سامية لخضاري كثيرا، لكننا نعرفها بلا شك من خلال الصورة التي خلدها بها علي لابوانت في قصبة الجزائر العاصمة، عام 1957، حيث نراها إلى جانب زهرة الظريف وجميلة بوحيرد وحسيبة بن بوعلي، جميلات يحملن سلاح الثورة وعلى أكتافهن الواهنة حملن قضية تحرير الجزائر.. بعد أن نسيها التاريخ قليلاً، استمرت سامية لخضري في نضالها من أجل قضايا أخرى بعد الاستقلال، لا سيما قضية النساء

مقالات ذات صلة