رياضة

المحترفون أنقذوا الكرة الجزائرية

ياسين معلومي
  • 6677
  • 0

أتذكر جيدا حديث رئيس الفاف، محمد روراوة، بعد اعتلائه رئاسة الفاف، منذ أكثر من 15 سنة تقريبا، حين أكد أن الكرة الجزائرية لا بد أن تعود إلى الواجهة، والمشاركة بانتظام في مختلف البطولات القارية والدولية. والسبيل الوحيدة لتحقيق ذلك هي البحث عن كل لاعب جزائري ينشط في مختلف البطولات الأوروبية، لأنه، حسبه وحسب الكثير من المختصين، أن اللاعب الذي ينشط يتدرب ويلعب في مختلف الأندية الأوروبية وحتى وإن كان مستواه متواضعا، فهو أحسن بكثير من الذي تنجبه بطولتنا الوطنية، التي حتى وإن دخلت عالم الاحتراف وبإمكانات كبيرة، لم تستطع تدعيم المنتخب الوطني بسوى عدد قليل من اللاعبين، أغلبهم احتياطيون، لا يمكنهم أبدا منافسة محرز وبراهيمي وفيغولي، وبن زية وهني، الوافدين الجديدين، والقائمة طويلة جدا، الذين يسيرون بخطى ثابتة إلى التأهل لكأس إفريقيا 2017، ولم لا لعب ثالث كأس عالمية على التوالي.

بالرجوع إلى القائمة التي استدعيت من طرف المدرب الوطني، كريستيان غوركوف، لمواجهة المنتخب الإثيوبي ذهابا وإيابا، في إطار تصفيات كأس إفريقيا 2017، نتأكد من أن المدرب الوطني يثق في المحترف الذي ينشط في مختلف البطولات الأوروبية، الذي هو أحسن بكثير من أولئك الذي يلعبون في بطولة العار، التي انتشر فيها العنف والرشوة والقرارات “الارتجالية”، من مسؤولين لا يهمهم أي شيء سوى البقاء في مناصبهم، والاستفادة من الريع والامتيازات التي تمنح لهم. فما جدوى بطولة تملك أكثر من 500 لاعب، لا تستطيع حتى “مساعدة” الفريق الوطني حتى ولو بلاعب أساسي؟ وما جدوى الفوز ببطولة أو الصعود إلى قسم أعلى ولا يمكنك أن تطعم المنتخب الوطني بلاعبين يتقاضون الملايير سنويا لا يجيدون حتى تمريرة كرة أو تسجيل هدف؟

أليس من العيب والعار على المسيرين الكرويين جلب لاعبين من أدغال إفريقيا لينشطوا في بطولتنا المحترفة الضعيفة وبأموال باهظة، وأصبحوا يلعبون دور المنقذ ويؤهلون أنديتهم للدور القادم من كؤوس إفريقيا مثلما حدث لمولودية بجاية ووفاق سطيف، رغم أن هذا الأخير كان يوما خزانا لمختلف المنتخبات الوطنية، لكنه تراجع وأصبح يبحث عن أحسن اللاعبين لجلبهم، وإهمال أبناء الفريق وكم هم كثير.

لا أظن أن هناك جزائريا واحدا متتبعا للشأن الكروي لا يريد أن يرى محترفينا يدعمون المنتخب الوطني وهم الذين يصنعون الأفراح في أوروبا. ومتأكد أيضا من أن كل الجزائريين أصبحوا مناصرين لفريق ليستر الذي يلعب له محرز، وبورتو والنجم براهيمي، ولكل الأندية التي يلعب لها جزائريون، في مختلف البطولات الأوروبية، ويهربون من متابعة بطولة العار، التي لا نعرف لمَ لمْ يقم أصحاب القرار بتجميدها لأنها لا تعود بأي فائدة على المجتمع، ما عدا الاستفادة من أموال الخزينة العمومية، والتهرب من دفع الضرائب بمبايعة من بعض المسؤولين سامحهم الله.

أنا متأكد من أنه بالتحاق بن زية وهني وربما وناس قريبا، يكون اللاعب المحترف قد أنقذ الكرة الجزائرية دوليا، في حين قضى نهائيا على اللاعب المحلي الذي من المستحيل أن يعود إلى الواجهة ما لم تأخذ الدولة زمام الأمور مثلما حدث أيام الإصلاح الرياضي، يومها يعود هؤلاء المسؤولون إلى أوكارهم ويصبح الرجل المناسب في المكان المناسب. هنا يستطيع اللاعب المحلي أن يعود إلى الواجهة. 

مقالات ذات صلة