رياضة

المحليون أفضل من الأجانب

ياسين معلومي
  • 2648
  • 9
الارشيف

المتتبع للبطولة الوطنية يكون قد لاحظ التألق الكبير للجيل الحالي من المدربين الشباب الذين أثبتوا جدارتهم في الملاعب الجزائرية، بتحقيقهم نتائج إيجابية تجعلنا نتفاءل خيرا، ونغلق ملف جلب المدربين من الخارج الذين يكلفون خزائن أنديتنا “المنحرفة” أموالا طائلة وبالعملة الصعبة رغم أنهم في الحقيقة لا يقدمون شيئا مقارنة بلاعبينا السابقين الذين تحولوا إلى مهنة التدريب، وكم هم كثيرون، لكن البعض منهم ورغم الشهادات التي تحصلوا عليها من مختلف المعاهد والهيئات الكروية، بعيدون كل البعد عن الملاعب بسبب سياسة التهميش المنتهجة من طرف مسيري الأندية الجزائرية الذين يفضلون جلب المدرب الأجنبي دون أي مبرر مقنع.
قلة قليلة من المدربين المحليين منحت لهم فرص للعمل في ظروف مقبولة، ورغم ذلك حقق البعض منهم نتائج مشرفة تشكل صفعة حقيقية للعديد من رؤساء الأندية الجزائرية الذين انزعجوا من عودة مهنة التدريب إلى أبنائها الحقيقيين، وغلق الباب نهائيا في وجه بعض المدربين الأجانب الذين بإقالتهم من الأندية الجزائرية لا يتلقون أي عرض إلى غاية عودتهم إلى الجزائر بمساعدة بعض الذين يريدون ملء جيوبهم على حساب مهنة أصبح فيها كل من هب ودب يعطي لنفسه اسم مدرب كرة القدم.
ونحن نتحدث عن الجيل الجديد للمدربين الجزائريين، علينا أن نستثني بعض الأندية التي وضعت ثقتها في الكفاءات الجزائرية، فعندما نتحدث عما يصنعه شريف الوزاني مع اتحاد بلعباس بتتويجه بكأس الجزائر، ودزيري بلال مع النصرية بتحقيقه سلسلة 21 مباراة دون انهزام كللت باحتلاله المرتبة الثانية، والعمل الكبير الذي يقوم به منير زغدود مع شبيبة بجاية، وبلماضي وماضوي خارج الوطن، الأول في قطر والثاني في تونس.. والقائمة طويلة جدا، علينا أن نسن قوانين تجبر الفرق الجزائرية على تعيين مدربين جزائريين للإشراف على الأندية، مع توفير نفس الإمكانات التي كانت تمنح للمدرب الجزائري يومها، وأنا متأكد من أن كرة القدم الجزائرية بعودتها إلى أبنائها ستعرف تطورا ملحوظا، لأن الإطار الجزائري لا يريد سوى تثمين عمله ومنحه نفس الثقة التي كانت تمنح للأجانب.
فعندما تجلب المولودية العاصمية مدربا فرنسيا، والمولودية الوهرانية إطارا تونسيا، ونادي بارادو إسبانيا، وبلوزداد مغربيا، وآخرون سبق أن عملوا في الجزائر ومن مختلف الجنسيات، لكن أغلبهم لم يترك بصمته إلا القليل منهم، ما يتطلب وبكل روح رياضية منح الثقة في الإطار الجزائري بعيدا عن أي عنصرية، وتفادي كل أساليب التهميش.
الحديث عن التدريب في الجزائر يجرنا إلى الوقوف على هذه المهنة عند الفئات الشبانية، فلا أحد من رؤساء الأندية من القسم الأول إلى الأقسام الولائية يهتم بهذه الفئة، فتصوروا كيف بمدرب يتقاضى شهريا خمسة آلاف دينار ولا تمنح له إلا بشق الأنفس، في حين نمنح الملايير للاعبين “المنحرفين”، وأمور أخرى خاصة في توفير وسائل التدريب وعدم وجود الملاعب للتحضير والمنافسة جعلت الفئات الشبانية تنهار، ويعود مستوى اللاعبين الشبان فيها إلى أسفل السافلين.
ندائي إلى كل غيور على هذا الوطن هو إعطاء الفرصة للمدربين الجزائريين، لأن ما يفعله دزيري وشريف الوزاني بإمكان آخرين تحقيقه لو منحت لهم الفرصة… لكن ذلك لن يكون إلا بقوانين صارمة من أصحاب القرار.

مقالات ذات صلة