جواهر
دورها محوري في الزراعة

المرأة التارقية في الميدان لمرافقة الرجل في الواحات

ب. طواهرية
  • 3264
  • 11
ح.م

تمثل المرأة التارقية سندا للرجل في العديد من مناحي الحياة، إذ ورغم الجهد الذي يتطلبه النشاط الفلاحي في الواحات، إلا أن المرأة أثبت وجودها جبنا إلى جنب مع الرجل، ففي الواحات التي تمتاز عموما بالفلاحة التقليدية والمزروعات المعاشية.

يعتبر حضور المرأة أساسيا إلى جنب الرجل في عمليات بذر المحاصيل وريها، وحتى جنيها، حيث ترافق المرأة، بحكم خبرتها للفلاحة الكثير من المحاصيل، خاصة ما تعلق بزراعة الحبوب التي تمتاز بمحدودية المساحة، ما يجعلها في مقدور المرأة أن تخدمها، ويعتبر مجال تدخل المرأة التارقية في النشاط الفلاحي عبر الواحات، خاصة الواحات القديمة، على غرار واحة جانت، وأهرير، بجنوب إيليزي، مهما في تغطية الحاجة إلى العمالة الضرورية واليومية التي يستلزمها بقاء المزارع تحافظ على مداخيلها التي تسهم في سد حاجة البيت من بعض المحاصيل، فيما توجه باقي مداخيل المنتج الفلاحي على محدوديته، نحو السوق.

ويعتبر عمل المرأة التارقية داخل في الفلاحة وداخل المزارع القديمة، موروث قديم، حافظت عليه المرأة، لإحساسها بالمسؤوية إلى جنب الرجل، حتى قبل أن تكون المنطقة وجهة للمنتجات القادمة من مناطق أخرى من الوطن، حيث كان الإنسان بالمنطقة، يعتمد على ما تجود به الأرض، ما يجعل الفلاحة في الواحات القديمة، على غرار واحة جانت، المصدر الأول وربما الوحيد الذي يتغذى منه المجتمع التارقي هناك، فالواحة تعتبر مصدر للتمور والخضروات والحبوب، وقبل كل ذلك مصدر للماء الذي يوكل للمرأة بنقله نحو البيوت، وفضلا عن كل تلك الجهود المناطة بالمرأة، يناط بها أيضا تقديم المنتج التقليدي، الناتج أيضا عن ما تجود به الواحة، والذي يصنع بأيادي المرأة التارقية، ما يجعل المرأة التارقية تصنع ليس فحسب نصف المجتمع من حيث التركيبة الاجتماعية، بل تقدم لهذا المجتمع ما يسمح له بالبقاء من حيث الغذاء ووسائل الحياة الكثيرة، بفضل الوعي بمدى المسؤولية المنوطة بها.

مقالات ذات صلة