جواهر
وجهات نظر

المرأة المُثقفة بين الأصالة والمُعاصرة

وجيدة حافي
  • 1131
  • 2
ح.م

إتُهمت في القرن العشرين بالثقافة الزائدة وبتراجع دورها في التربية والتعليم، خصوصا أنها مدرسة كأم، وحضن دافئ كزوجة، وحنانا مُتدفقا كأُخت، قالوا عنها أنها تغيرت وتنمرت، إسترجلت وأصبحت لا تختلف عن سلوكيات الرجل في شيء، والآن هي بين البينين وتُحاول أن تحافظ على الأصالة وتُواكب العصر وتكنولوجياته لإرضاء الجميع والمُحافظة على ما تبقى من أخلاق وعادات جميلة إندثرت لأسباب وأُخرى، فالمرأة المُثقفة للأسف تعيش وضعا إستثنائيا وخاصة في الدول العربية أين العادات والتقاليد هي أساس الفصل والحُكم، فعندنا المرأة مهما تعلمت وإعتلت المناصب تبقى محقورة ومُهمشة، توضع دائما في آخر الصف، ولا يهتم أحدا بما قدمته من أعمال ودراسات، ووصلت إليه، وهذا ليس مُجرد كلام وثرثرة لملأ السطور الفارغة، هو للأسف واقع ما زلنا نعيشه رغم التطور والعولمة، الذهنيات مُحافظة وتقليدية تُصر على تهميش نساء اليوم رغم جهودهن لإرضاء كل الأطراف، فالمرأة صحيح تبقى جنسا أُنثويا ميزاته الخجل والحياء، لكنها مخلوق ضعيف وفي عصر لا يرحم يجب أن تتسلح وتتجهز لأي معركة قد تقودها للخسارة النفسية والجسدية، وسلاحها القوي هو علمها وطريقة تفكيرها التي يجب أن تضع في حسبانها كل الظروف والإعتبارات تجنبا للأسوأ، فلا بأس أن تُفكري في المُستقبل وتنجحي وتُشرفي أهلك وبلدك، لكن بعيدا عن الحرام والطرق المُلتوية، بعيدا عن المُساومة على العرض والشرف. لا تخذلي ثقة الطرف الآخر فيك وإحترميه وكوني له فخرا لا عارا وفضيحة
أما أنت يا سيدي الرجل في كل أنحاء العالم فلابد أن تُغير نظرتك للجنس الأُنثوي، تحترمه وتساعده للوصول إلى الهدف المنشود، فهي أُمك وأُختك،عمتك وجدتك، شريكة حياتك ونجاحها من نجاحك، لا تعتبر ثقافتها وتعلمها فلسفة، بل وجهة نظر قابلة للصح والخطأ، لا تعتبر نقاشها معك ورأيها في مواضيع حساسة ومهمة جرأة وتعدي على رجُولتك، لا تضربها لتُنقص من قيمتها ولا تعتبر دفاعها عن نفسها خطأ وذنب لا يُغفر، حاول أن تكون القائد والمُسافر على السفينة، قدها عند الضرورة ولا بأس في بعض الأحيان أن تترك لها الفرصة لترى مواهبها وقدراتها، نبها ولكن برأفة، بكلام طيب ونصيحة تخلوا من الإذلال، لا تعتبر ثقافتها مُشكلة عويصة، بل حاول الوصول إليها وطريقة تفكيرها لتُواصلا الحياة معا وبهدوء وإستقرار
فالثقافة لم تكن يوما عائقا لبناء عش الزوجية، هي وسيلة للتحضر، ولتربية النشأ على الطرق السليمة، فالعلم سلاح ذو حدين، مُفيد وهادف إذا ما إستعملناه في مواقعه، وهدام إذا ما كان سببا في إنهيار المُجتمع وتحطمه بأفكار رجعية لا تُلائم مُعتقداته وطريقة عيشه، لذا فالمرأة المُثقفة في هذه الحالة ستكون الجلادة والمُجلدة، ففي الحالة الأولى من حقها أن تجلد كل من يستهزأ بها وبقُدراتها، فحق الرد مكفول لكل شخص على وجه هذه المعمورة، لكن ردها يجب أن يكوم ملائما مع ثقافتها وإسمها الذي تحمله، فالمُثقفة لا تسب وتشتم، تحترم الرأي الآخر، وتُجيب بطريقة لبقة ومُحترمة لكي يُقال عنها أنها جديرة بحمل اللقب، أما الحالة الثانية فيُمكن أن تُجلد فيها إذا ما مالت عن الطريق الذي رسمته لحياتها، فهي في نهاية المطاف تحمل لقب رجل كأب وزوج، فالثقافة سيدتي أخواتي الفُضليات ليست كلماتت، كُتب وكتابات، هي لباس مُحترم، كلام مُنمق، وإحترام للجميع دون إستثناء، فشكرا لكن أنتن سيدات هذا العصر اللواتي جمعتن بين الأصالة والمُعاصرة في عالم يرفض الأولى ويعتبر من ينتهجها كأسلوب حياة تخلف ورجوع للوراء.

مقالات ذات صلة