رياضة

المسؤول عن فتنة العراق!

قادة بن عمار
  • 6075
  • 26
ح.م

من يتابع فصول الأزمة التي وقعت عقب مباراة في كرة القدم بين اتحاد العاصمة وفريق “القوة الجوية” العراقي، سيدرك ودون تعصب، أن سبب الأزمة ومحركها الأساسي هو “رئيس البعثة العراقية” الذي حاول وبكل السبل، البحث عن طريقة من أجل تبرير فشله وهزيمته الكروية فلم يعثر سوى على تلك المشكلة التي اصطادها من هتاف بعض الأنصار ليحولها إلى قضية كبيرة وأزمة دبلوماسية بين البلدين!

مبدئيا، لا أحد يستطيع التحكم في هتافات مئات الأنصار داخل ملعب كرة قدم ولا أحد يستطيع تكميم أفواه هؤلاء، ولكن باستطاعة مسؤول واحد وفي بعثة لا تتألف سوى من عشرين شخصا أن يضبط نفسه ومشاعره ليقوم بما عليه من مهمة ودور، وقد كان بوسع هذا المسؤول العراقي أن يكتب تقريرا أو شكوى، أو حتى يُعلم السفير العراقي وسلطات بلاده بما وقع، دون أن يُخرج الفريق من الملعب ويحدث كل تلك الضجة وهذه المعركة الباطلة!

ما وقع في ملعب بولوغين بالعاصمة، هو “صيد في المياه العكرة”، حيث قامت البعثة العراقية أو المسؤول عنها تحديدا بخرق الأعراف وبتصدير مشكلة كروية بحتة نحو ملعب آخر، هو ملعب الطائفية وغيرها من الشعارات التي بوسعها أن تخلق فتنة عاجلة بين البلدين والشعبين الشقيقين!

مرة أخرى، يستنجد العرب بمخزونهم “الثري” من الكراهية في توجيه الشتائم ضد الجزائريين، بل وذهب كثير من (المثقفين والإعلاميين) إلى حدّ تمجيد الاستعمار الفرنسي ونزع صفة العروبة والإسلام عن الجزائريين!! أمور تذكرنا بما وقع حين خاض المصريون في أعراض الجزائريين وشككوا في تاريخ شهدائهم، وقد كان الأمر موجعا حقا واستلزم وقتا طويلا للشفاء منه!

نتمنى من العراقيين مثلما نرجو من الجزائريين عدم الوقوع في فخ الفتنة وإثارة مثل هذه الحروب المجانية والتي لن تزيد الوضع المفكك سوى تشويها، لنكتشف بعد مرور الوقت وفوات الأوان أننا فقدنا الكثير من رصيدنا الأخلاقي بعد كل أزمة من هذه الأزمات، حتى ينفد الرصيد تماما ولا يتبقى لنا سوى التحسر على الماضي والبكاء على الأطلال.

مقالات ذات صلة